لم يقتصر دعم وترويج رواية النظام السوري على مؤيديه في سوريا، بل تعداهم لتتبناه شخصيات عربية وغربية مؤثرة تنشط في وسائل التواصل الاجتماعي.
ودأبت هذه الشخصيات على تمجيد النظام السوري والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الحليف الرئيسي، وتعرض عنب بلدي أربعة نماذج لناشطات تبنّين “نظرية المؤامرة” التي كانت الرواية الرسمية للنظام على مدار سنوات.
كارلا أورتيز
تبنت الممثلة الأمريكية من أصول بوليفية، كارلا أورتيز، رواية النظام السوري، كحال دولتها، وتغرّد بشكل مستمر في صف الأسد.
آخر التغريدات كانت اليوم، الجمعة 20 من نيسان، وتحدثت عن تسجيل مصور يظهر الطفل حسن دياب (11 عامًا) والذي استغله النظام السوري لدعم رواية فبركة الهجوم الكيماوي في دوما.
وكتبت عبارات جاءت على لسان الطفل “صرخوا وركضنا إلى المستشفى وهناك بدأوا برشنا بالماء”، مردفة “الأطباء الذين عملوا ذلك اليوم في المستشفى يقولون نفس الشيء”.
PUDIESE SER ESTA LA VERDAD DE #Gouta? El Niño que sale en el video del supuesto #ataquequimico cuenta: “gritaron que corramos al hospital y allá empezaron a tirarnos agua”
Los doctores que trabajaron ese día dicen lo mismo! https://t.co/fTUUgrOmwk #Siria pic.twitter.com/I27VaT7ldZ— Carla Ortiz (@CarlaOrtizO) April 20, 2018
وفي تغريدة 19 من آذار الحالي، قالت “نحن، الغرب، أطلقنا على الممرات الإنسانية في الغوطة اسم (المزحة)، ومنذ ذلك الحين عبر أكثر من 40 مدنيًا هذه الممرات.. استمعوا لما يقولونه (هم) عن المعارضة، التي قمنا بدعمها، هذه حقيقتهم، مرة ثانية، لقد أخطأنا”.
We, the west called the humanitarian corridors in #Ghouta “a joke”.
Since then more than 40k civilians have crossed these corridors.
LISTEN to what THEY say about the #Rebels we have been supporting! This, is their #Truth
Once again we were WRONG #Peaceforsyria #endthewar pic.twitter.com/5EOrxtNhve— Carla Ortiz (@CarlaOrtizO) March 19, 2018
وزارت أورتيز في أيار من عام 2016، مواقع تفجيرات في كل من مدينتي جبلة وطرطوس، والتي قتل إثرها أكثر من 100 شخص.
واعتبرت الممثلة أن سماع الأخبار من الساحل وعدم إيلائها اهتمامًا دعاها إلى الذهاب إلى مواقع التفجيرات، مردفةً “وصلت إلى المكان ورأيت عشرات الكتب والدفاتر والجثث منتشرة في أنحاء الكراج والناس يركضون”.
وصلت أورتيز حينها إلى سوريا، لإنتاج فيلم وثائقي عن المجتمع السوري، وإظهار دور المرأة وتأثيره في البلد وعلى الأجيال خلال الحرب، وفق وزارة الإعلام السورية.
وانتقلت الممثلة، وهي من مواليد 1978، للعيش في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية من عام 1990، ونشرت سابقًا صورًا لها داخل مدينة دمشق وعلقت على إحدها “دمشق زهرة الياسمين.. هي هذه الأرض المباركة السحرية، والسلام الذي يسود كل شيء”.
ثريا فقس
على غرار أورتيز، تغرد الأمريكية من أصول سورية ثريا فقس (Souraya Faas) بشكل متكرر، وتختار ألفاظ التمجيد والتبجيل لكل من الأسد وبوتين.
وفي آخر تغريداتها عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قالت فقس إن ” الرئيس الفرنسي، يلعب.. لماذا لا تتحلى بقليل من الجرأة وتساعد في قتال الإرهاب في سوريا إلى جانب الأبطال الحقيقيين الأسد وبوتين، بدلًا من تغطية الناس بالأكاذيب، مساعدة الإرهاب، أو إطلاق النار على مراكز أبحاث السرطان؟”.
https://twitter.com/sourayafaas/status/986578086895521793
وثريا من مواليد مدينة نيويورك 1981، هاجر والدها ميشيل فقس إلى الولايات المتحدة عام 1971، ليستقر فيها منذ ذلك الوقت تاركًا مدينته حلب.
ودخلت فقس مضمار الترشح لقبة البيت الأبيض، نهاية عام 2015، كمرشحة مستقلة لا تنتمي إلى الحزبين الرئيسين في البلاد، الجمهوري والديمقراطي.
سارة عبد الله
ضمن قسم “BBC Trending” نشرت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، تقريرًا مفصلًا بعنوان “الحرب السورية: ناشطون عبر الإنترنت يدفعون نحو نظريات المؤامرة“،أمس الخميس.
وتحدث التقرير المزود بلقطات شاشة تضم تغريدات لسارة عبد الله، باعتبارها واحدة من مستخدمي “تويتر” الأكثر تأثيرًا، والتي تعلق على المحادثات بالشأن السوري.
لدى سارة 125 ألف متابع، من بينهم 250 صحفيًا من وسائل إعلامية جماهيرية، ويمكن مقارنة حسابها، من حيث المتابعة، بحسابات لصحفيين ممن ينقلون أخبار سوريا بانتظام، مثل محرر الشرق الأوسط لدى “BBC” جيرمي بوين (167 ألفًا) ورئيسة المراسلين الدوليين لايس دوسيه (142 ألفًا).
إضافة إلى صورها، تنشر سارة تغريدات تتضمن رسائل موالية لروسيا وأخرى موالية للأسد مع مجموعة من التغريدات المعادة، التي تتمحور بمجملها حول مهاجمة أوباما وديمقراطيين والسعودية وغيرها.
لا حضور إلكتروني آخر لسارة، ولم تنشر أي قصص أو تكتب بعيدًا عن منصات التواصل الاجتماعي، ولها مدونة شخصية مرتبطة بحسابها، لكنها تخلو من أي محتوى.
ونقلت عن تغريداتها وسائل إعلام إخبارية جمهورية، لكن نتائج البحث في “جوجل” تظهر بأنها لم تكتب أي مقالات لا بالعربية ولا بالإنكليزية.
كما أنها رفضت التعليق عندما تواصلت معها “BBC Trending” لمرات عديدة، ورفضت أن تجيب عن تساؤلات بخصوص هذه القضايا بشكل خاص.
أسهمت سارة بنشر وسم “الخدعة السورية (SyriaHoax)” بعد الهجمة الكيماوية التي استهدفت خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، مطلع نيسان من عام 2017.
فانيسا بيلي
اعتبر التقرير نفسه أن فانيسيا بيلي من بين شبكة الناشطين المؤثرين إلكترونيًا، الذين يشاركون ويروجون لفكرة أن الضربات الكيماوية الأخيرة في سوريا “مسرحية”.
لدى بيلي أكثر من 30 ألف متابع على “تويتر”، وتكتب لموقع إخباري يصنفه موقع “MediaBias/Fact Check”(قاعدة بيانات تضم معلومات عن وسائل إعلامية)، كموقع “تخميني وتآمري ذي توجه يميني متطرف”.
في إجابتها عن عدد من التساؤلات، وصفت بيلي تقرير “BBC Trending”، بأنه “محاولة واضحة لإسكات الصحافة المستقلة”، وكررت الإشارة إلى الادعاءات الباطلة عن ضربات الكيماوي المزعومة على دوما، وفق التقرير نفسه.
وتلقي خطابات خلال ظهورها على العديد من القنوات الإعلامية، بما فيها القناة الحكومية الروسية “RT”.
–
US Bombs Syria To Cover Up Lack Of Evidence On Chem Attacks, Discredits Own Claims By Doing So https://t.co/7PZ9ZDXwR7 via @activistpost
— vanessa beeley (@VanessaBeeley) April 20, 2018