ألمحت وزارة الخارجية الروسية إلى إمكانية ألا تحافظ سوريا على وحدة أراضيها.
ونقلت وكالة “إنترفاكس” الروسية اليوم، الجمعة 20 من نيسان، عن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف، قوله إن موسكو لا تعلم كيفية تطور الوضع في سوريا فيما يتعلق بالحفاظ على وحدة أراضيها.
وتشهد الأوضاع في الملف السوري توترًا بين الدول البارزة المعنية، وعلى رأسها أمريكا وروسيا وفرنسا وبريطانيا.
وجاء ذلك بعد ضربة ثلاثية نفذتها باريس وواشنطن ولندن، استهدفت تسعة مواقع للنظام السوري قبل أيام، ردًا على قصف الأخير مدينة دوما بالغازات السامة و”تسهيل” روسيا للأمر، وفق تصريحات متكررة صدرت عن تلك الدول.
وبحسب “إنترفاكس” فإن ريابكوف قال لتلفزيون “دويتشه فيله”، إن روسيا “لا تعرف كيف سيتطور الوضع فيما يتعلق بمسألة إن كان من الممكن أن تبقى سوريا دولة واحدة”.
واحتفل النظام السوري ومؤيدوه، في 17 نيسان الحالي، بذكرى عيد الجلاء، والسيطرة على كامل الغوطة الشرقية بعد خروج الفصائل منها إلى شمالي سوريا.
وتدخلت روسيا إلى جانب النظام، في أيلول من عام 2015، واتخذت من قاعدة حميميم العسكرية في اللاذقية مقرًا لقواتها ومنطلقًا لطائراتها لقصف مناطق المعارضة، ما أدى إلى مقتل الآلاف من السوريين.
كما تمركزت في مناطق شرق الفرات قوات عدة أبرزها القوات الأمريكية، التي أنشأت قرابة 20 قاعدة عسكرية، ببينما أنشأت بريطانيا قاعدة عسكرية في أيار 2016، في محيط معبر “التنف” الحدودي مع الأردن والعراق، وفق وكالات.
كما نشرت وكالة “الأناضول” التركية خريطة قالت إنها لخمس قواعد فرنسية في شرقي سوريا، ووجود 100 عسكري فرنسي في المنطقة.
وكانت فرنسا أعلنت احتمال زيادة وجودها العسكري في سوريا في إطار التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، بحسب ما نقلت وكالة “رويترز” عن مصدر في الرئاسة الفرنسية أواخر آذار الماضي.
وفي الشمال السوري شنت تركيا عسكرية تحت مسمى “غصن الزيتون” في مدينة عفرين بريف حلب الشمالي، وتمكنت من السيطرة عليها بعد طرد “وحدات حماية الشعب” (الكردية).
كما دخلت قوات تركية إلى مدينة إدلب وريفها وريف حماة، في إطار نشر نقاط مراقبة في ظل اتفاق “تخفيف التوتر” المقرر في أستانة.
وتوقع محللون سياسيون أن يثبت اتفاق أستانة تقسيم سوريا، في ظل سعي الدول الراعية (تركيا وروسيا وإيران) لتنفيذ مصالحها في سوريا.
وفي الإطار ذاته، نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال”، الثلاثاء الماضي، عن مسؤولين أمريكيين أن إدارة ترامب تسعى إلى تجميع قوة عربية لتحل محل القوة العسكرية الأمريكية في سوريا، بعد الانتهاء من تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وأضاف المسؤولون أن مستشار الأمن القومي الجديد لترامب، جون بولتون، اتصل مؤخرًا برئيس المخابرات المصرية بالوكالة، عباس كامل، لمعرفة ما إذا كانت القاهرة ستسهم في هذا الجهد.
وعقب ساعات من الحديث عن خطة ترامب، أبدت المملكة العربية السعودية استعدادها لإرسال قوات عسكرية إلى سوريا.
وعلّق النظام السوري الأمر معتبرًا أن ذلك “ظاهرة غريبة في العلاقات الدولية”.
وقالت المستشارة الإعلامية لرئاسة الجمهورية، بثينة شعبان، الأربعاء الماضي، في مقابلة مع تلفزيون “RT” الروسي، “في حال صحة التسريبات فإنه أمر غريب جدًا أن تقوم دولة احتلال غير شرعي بتوجيه دعوات لأطراف أخرى كي تأتي وتحتل البلد أيضًا”.