ألقت “قوات سوريا الديمقراطية” المدعومة من أمريكا على القيادي البارز في تنظيم “الدولة الإسلامية”، محمد حيدر زمار الملقب بـ”الدب السوري”، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية.
وذكرت الوزارة (البنتاغون) اليوم، الجمعة 20 من نيسان، أن “قسد” ألقت القبض منذ أكثر من شهر على زمار، المرتبط بهجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 على الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال المتحدث باسم البنتاغون، إريك باهون، “يمكننا أن نؤكد أن شركاءنا في قوات سوريا الديمقراطية ألقوا القبض على محمد حيدر زمار، وهو مواطن ألماني من مواليد سوريا، في إطار عملياتهم المستمرة لدحر داعش داخل سوريا”.
وأضاف لوكالة رويترز “نعمل مع شركائنا في قوات سوريا الديمقراطية للحصول على تفاصيل أخرى”.
من هو “الدب السوري”؟
ينحدر محمد حيدر زمار من مدينة حلب وهو من مواليد 1961، لكنه هاجر إلى ألمانيا وحصل على جنسيتها، وكان يدرس ويعمل في الميكانيك.
حظي بمكانة بارزة بين الإسلاميين في مدينة هامبورغ الألمانية، وأصبح معروفًا في العديد من المساجد فيها، بينما كان لا يزال في المدرسة الثانوية.
تولى وظيفة كسائق شاحنة في هامبورغ، لكن في عام 1991 قرر التفرغ للجهاد وذلك بمسانده من السوري “محمد مأمون دركزنلي”.
سهل دركزنلي لزمار الوصول إلى الأردن في بداية الثمانينات والاتصال بزعيم “الطليعة المقاتلة” آنذاك بهدف الدخول إلى سورية لـ “الجهاد والاستشهاد فيها”.
بقي في الأردن نحو شهر لكنه لم يستطع الدخول إلى سوريا، بسبب تكثيف الدوريات الأمنية على الحدود خلال الفترة التي شهدت قيام “الإخوان” بعمليات ضد النظام السوري.
عاد إلى ألمانيا حيث جرى تواصل بين “الطليعة” و”القاعدة”، وركز حينها على الجهاد في أفغانستان، وشارك في القتال هناك في عام 1991 ثم في الشيشان وكوسوفو والبوسنة والهرسك بين عامي 1992 و1995.
في 1997 عاد زمار من أفغانستان إلى ألمانيا ما لفت انتباه الألمان، وبدأت السلطات الألمانية بمراقبة نشاطاته في مسجد القدس في هامبورغ، حيث كان يقوم بعمليات الدعوة إلى “الجهاد”، وأخذ يركز جهده على الشباب العرب الذين يترددون على مساجد هامبورغ.
واستطاع تجنيد محمد عطا وزياد الجراح ومروان الشخي، وأرسلهم إلى أفغانستان في 1998 استعدادًا للانتقال إلى أميركا للتدرب على الطيران بإشراف خالد الشيخ، والذي يعتقد الذي يعتقد أنه هندس عملية 11 سبتمبر.
حكايته مع نظام الأسد
في كانون الأول 2001، اعتقل زمار في المغرب، ورحل إلى سوريا في إطار برنامج لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، يطلق عليه “الترحيل الاستثنائي”.
واختفى أربع سنوات في فرع فلسطين التابع للنظام السوري للتحقيق العسكري قبل أن ينقل في أواخر عام 2006 إلى سجن صيدنايا، ويقدم للمحاكمة أمام محكمة أمن الدولة بعدما ثبت أن تهم الإرهاب التي ألصقت به غير صحيحة.
أصدرت محكمة أمن الدولة الاستثنائية بدمشق، في شباط 2007، حكمًا بالموت عليه ثم خفض إلى 12 سنة سجن، بموجب القانون 49 لعام 1980 الذي يقضي بعقوبة الإعدام على منتسبي “الإخوان المسلمين”.
بحسب مصادر إعلامية أفرج النظام السوري عن زمار في عام 2014، ضمن حملة شملت إطلاق سراح العديد من السجناء الإسلاميين.