نحو عودة الحياة المدنية
أطياف عفرين المختلفة في مجلس محلي “مؤقت”
عقب أقل من شهر على انتهاء عملية “غصن الزيتون” في مدينة عفرين السورية، أعلنت مكونات المدينة عن تشكيل مجلس محلي مؤقت من شأنه تسيير الأمور المدنية والخدمية لأهالي المنطقة، بعد هيمنة الطابع العسكري فيها مدة شهرين متتاليين.
كرد وعرب وتركمان
اجتماعات ومؤتمرات عدة احتضنتها مدينة غازي عنتاب التركية، منذ 18 آذار الماضي، كان أبرزها مؤتمر “إنقاذ عفرين”، الذي تمخض عنه تشكيل مجلس محلي “مؤقت” للمدينة، بالتعاون مع الحكومة التركية.
وتم التصويت على اختيار أعضاء المجلس المحلي، في 12 نيسان الحالي، من قبل أعيان ووجهاء عفرين، وضم المجلس 20 مقعدًا مع الأخذ بعين الاعتبار المكونات المختلفة في عفرين، إذ خُصص 11 مقعدًا للمكون الكردي مقابل ثمانية للمكون العربي ومعقد واحد للتركمان، وفق ما قال نائب رئيس المجلس المحلي، عبدو نبهان.
ويترأس الحزب الكردي زهير حيدر، إلى جانب زكريا محمد، وجاسم السفري، وأحمد حاج حسن، وعبد الرحمن نجار، وهورو عثمان، ومحمد شيخ رشيد، ضمن المكتب التنفيذي.
نبهان قال في حديثه لعنب بلدي، إن المجلس المحلي شُكل بدعوة من الحكومة التركية التي عقدت اجتماعات مكثفة مع الحكومة السورية المؤقتة بحضور مندوب العرب في عفرين الشيخ أحمد نبهان، واختير أعضاء المجلس المحلي وفق معايير عدة، أهمها أن يكون أعضاؤه من أهالي عفرين، وألا يكون لديهم ارتباط سابق بأي جهة عسكرية، وفق ما قال نبهان.
وعن الانتخابات المحلية، قال عبدو نبهان إن المجلس المحلي تشكل بانتخابات من قبل وجهاء عفرين وليس من قبل الأهالي، مشيرًا إلى أن عمله “مؤقت” خلال مدة تتراوح بين ثلاثة إلى ستة أشهر، على أن يعاد بعدها انتخاب المجلس بمشاركة أهالي وسكان عفرين.
توفير الخدمات الأساسية أولى مهام المجلس
تحدث نائب رئيس المجلس المحلي في عفرين، عبدو نبهان، عن تحديات كبيرة في تخديم المنطقة يقابلها “إمكانيات ضعيفة”، وأضاف أن الأولويات تفرض تأمين متطلبات العيش الضرورية لأهالي عفرين، وعلى رأسها تأهيل أفران الخبز وتأمين المياه وتنظيف الطرقات العامة، بالإضافة إلى توفير الوقود.
وعن قطاع التعليم، قال نبهان، إن المجلس باشر على الفور بالاهتمام بالتعليم في عفرين، إذ تم تعيين مسؤول من المكتب التنفيذي لمجلس عفرين، أجرى لقاءات عدة مع وزير التربية والتعليم في الحكومة السورية المؤقتة، عماد برق، ومسؤولين في مجلس محافظة حلب من أجل وضع هيكلية التعليم في عفرين.
وأضاف أن المجلس يستعد حاليًا لإجراء امتحانات الشهادتين الإعدادية والثانوية للطلاب في المدنية، عبر نشر إعلانات في الطريق ترشد الطلاب إلى الإجراءات اللازمة.
وسبق أن تشكل مجلس محلي تطوعي في عفرين، فور انتهاء عملية “غصن الزيتون” التي شنتها تركيا في كانون الثاني الماضي ضد “وحدات حماية الشعب” (الكردية)، مقدمة دعمها لـ “الجيش الحر” في العملية.
إلا أن المجلس التطوعي حل نفسه عقب تشكيل المجلس المحلي الأخير وانضم أبرز أعضائه إلى التشكيل الجديد، كأحد مخرجات مؤتمر “إنقاذ عفرين”.
واحتضنت غازي عنتاب التركية مؤتمر “إنقاذ عفرين”، في 18 من آذار الماضي، وتمخضت عنه جملة من البنود، على رأسها تشكيل مجلس مدني لإدارة المدينة.
وقال الناطق باسم مؤتمر “إنقاذ عفرين” حسن شندي، في حديث سابق لعنب بلدي، إن الكرد يمثلون النسبة الأكبر في المؤتمر (85 شخصًا)، وفيهم مستقلون وحزبيون وأطباء ومحامون وفنانون، وعلى رأسهم شيوخ عشيرتي البوبنا والعميرات، وإيزيديون وشخصيات علوية من ناحية المعبطلي.
ونصت بقية بنود المؤتمر حينها على احترام خصوصية جميع المكونات العرقية والدينية والمذهبية في المنطقة.
خلاف بين المجلس الكردي والمجلس الجديد
مع إعلان تشكيل المجلس المحلي المؤقت في عفرين، نشرت وكالة “الأناضول” التركية خبرًا قالت فيه إن المجلس الوطني الكردي السابق يدعم المجلس الجديد، الذي أسس لخدمة أهالي المنطقة، وأضافت أنه ينظر بـ “إيجابية” إلى تأسيس مجلس عفرين المحلي.
إلا أن سعود الملا، رئيس المجلس الوطني الكردي، نفى في حوار مع صحيفة “كردستان”، السبت 14 نيسان، تأييده للمجلس المؤقت، وقال “نحن ندعم أي مجلس منتخب من قبل أهالي عفرين لمنع التغيير الديمغرافي فيها، ونرفض تعيين أي مجلس لا يأتي بإرادة الأهالي في عفرين”.
وتعليقًا على ذلك، قال نائب رئيس المجلس المؤقت في عفرين، عبدو نبهان، إن غرض المجلس الكردي هو “إفشال الجهود الرامية إلى تشكيل مجلس محلي مدني يضم كافة أطياف عفرين”.
وأضاف، “عملنا قائم رغم رفض المجلس الكردي لنا، وسنتواصل جهودنا في تقديم الخدمات على أرض الواقع”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :