أشعلت تصريحات رئيس النظام السوري، بشار الأسد، أزمة شبه جزيرة القرم بين روسيا وأوكرانيا من جديد.
وبحسب ما ذكرته قناة “1+1” الأوكرانية أمس الاثنين 16 من نيسان، فإن السلطات الأوكرانية أضافت اسم الأسد إلى القائمة السوداء الخاصة بكل من يزور شبه جزيرة القرم.
وجاء قرار الحكومة الأوكرانية بعد تصريحات للأسد لأحد أعضاء الوفد البرلماني الروسي، عن أن أبناءه استجموا العام الماضي في معسكر “أرتيك” للأطفال الواقع في شبه جزيرة القرم.
واعتبر الموقع أن أبناء الأسد “انتهكوا بذلك حدود أوكرانيا وقوانينها عندما زاروا القرم المحتلة”.
وتعود الأزمة الأوكرانية الروسية على شبه جزيرة القرم إلى بدايات تشكيل الاتحاد السوفييتي بعد قيام الثورة البلشفية التي قضت على ما عرف بـ “روسيا القيصرية”.
وتقع القرم جنوبي أوكرانيا على البحر الأسود، وتتصل باليابسة عبر شريط ضيق من جهة الشمال، بينما تتصل بالأراضي الروسية شرقًا بشريط بحري عبر بحر “آزوف”.
القرم تاريخيًا
كان يقطن شبه جزيرة القرم أغلبية من “التتار” الذين يرجع نسبهم إلى “جنكيز خان” وهم أول قبيلة مغولية اعتنقت الإسلام.
استغل الروس الضعف والخلافات التي دبت بين أبناء القبيلة في القرن الثاني عشر فتحركوا إلى شبه جزيرة القرم، ودارت حرب كبيرة انتهت بدحر الروس.
بعد قيام الدولة العثمانية وفتح القسطنطينية من قبل السلطان العثماني محمد الفاتح عام 1453 ازداد خطر الدولة الإسلامية على الإمبراطورية الروسية، وخاصة بعد خسارة مناطق نفوذ أوروبية بعد الحروب الصليبية.
وعاود الروس تحركهم باتجاه بعض الأراضي المحيطة بالقرم وسيطروا عليها، لكنهم بقوا بعيدين عن القرم كي لا تتنبه الدولة العثمانية إلى نواياهم بخصوص القرم.
بقيت القرم عصية على الروس إلى أن تمكنوا من غزوها عام 1783 مستغلين ضعف الدولة العثمانية، فسيطروا عليها بعد أن قتلوا 350 ألف مسلم من التتار.
احتلها الألمان إبان الحرب العالمية الأولى، ولكنهم سرعان ما انسحبوا منها لصالح الروس الشيوعيين بعد انتهاء الحرب، ثم عاود الألمان محاولة ضم القرم إليهم بمساعدة الأهالي الذين رأوا فيهم مخلصًا من “بطش” الروس.
لكن هزيمة الألمان في الحرب العالمية الثانية حالت دون ذلك، لينتقم الزعيم السوفييتي جوزيف ستالين من السكان التتار بسبب وقوفهم إلى جانب الألمان.
ثم تدفق المهاجرون الروس والأوكرانيون إلى القرم، بعد أن هاجر سكانها الأصليون إلى تركيا وبلغاريا ورومانيا.
تاريخ النزاع الأوكراني- الروسي على القرم
يعود أصل النزاع الأوكراني الروسي على شبه جزيرة القرم إلى عام 1954 عندما ضمها الزعيم السوفييتي الأوكراني الأصل، نيكيتا خروتشوف، إلى بلاده.
وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991، وانفصال الجمهوريات السوفييتية ومنها أوكرانيا عن الاتحاد أصبحت القرم جزءًا من أوكرانيا المستقلة.
ولكن روسيا أبقت على قاعدتها العسكرية في القرم التي تؤمّن وصولها إلى البحر المتوسط، وتعتبر وجود قواتها على شبه جزيرة القرم قانونيًا، بينما تعتبره أوكرانيا احتلالًا.
وتكمن أهمية القرم بالنسبة لروسيا أنها تعد الواجهة على البحر الأسود.
وكانت موسكو عام 2014 طرحت ضم شبه جزيرة القرم للاستفتاء الشعبي، لكن نتيجة الاستفتاء لم تطبق.
وفرضت الولايات المتحدة ودول غربية عقوبات اقتصادية على موسكو بسبب “تدخلها العسكري في الأراضي الأوكرانية”.
وعاد الحديث عن التوتر بين روسيا وأوكرانيا بعد تصريحات الأسد الأخيرة بشأن معسكر “أرتيك”، وخاصة أن شخصيات سياسية وفنية أخرى زارت القرم وأدرجت من قبل في القائمة السوداء الأوكرانية.
–