شهد العالم قبل 389 عامًا مولد الرجل الذي سيخترع الساعة، لمساعدة البشر في ضبط الكثير من الأمور المتعلقة بالمواعيد، ومن ضمنها ذكرى ميلاده التي تحل اليوم، وهو المخترع الهولندي كريستيان هيغنز.
وُلد هيغنز في لاهاي بهولندا عام 1629، لأسرة مرموقة منحته تعليمًا خاصًا في المنزل، وأمنت له اتصالًا مع علماء وفلاسفة بارزين، مثل رينيه ديكارت “أبو الفلسفة الحديثة”.
عمل هيغنز على تطوير عدسات التلسكوب عام 1954 برفقة أخيه، ورصد من خلال تلسكوبه المعدل كوكب زحل، ليكتشف العالم لأول مرة أن هذا الكوكب محاط بحلقات.
واكتشف قمرًا يدور حول زحل سمّاه “تيتان”، وهو واحد من أفضل خيارات الحياة في المجموعة الشمسية، وحمل المسبار الفضائي التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، الذي هبط على سطح “تيتان” عام 2005، اسم هيغنز تكريمًا له.
أسهمت دراسات هيغنز حول الضوء أيضًا، بوضع قوانين الانعكاس والانكسار التي يتعرض لها عند اصطدامه بالأجسام، وقدم لأول مرة تفسيرًا حول سفر الضوء على شكل موجات محمولًا على مادة سماها الأثير المضيء.
ونتيجة دراساته المتعدد تمكن من اختراع أول ساعة بـ”بنادول” (الرقاص)، وطور الساعات المستخدمة في البحار بحيث يبقى وقتها دقيقًا، ولا تتوقف عن العمل، ما أسهم بتحديد موقع السفن بدقة في أثناء سفرها، وأكسبه شهرة عالمية مستمرة حتى يومنا هذا.
كان والد هيغنز سكرتيرًا لأمراء من عائلة الأورنج، وأراد أن يتبوأ ابناه وظائف دبلوماسية لذلك عمد إلى تدريسهما القانون في جامعتي ليدن ثم بريدا، لكن كريستيان هيغنز أصر على ميوله العلمية ليحفر اسمه في صفحات التاريخ الخالدة.
–