الإعلام السوري يستدعي مصطلحات “العدوان الثلاثي”

  • 2018/04/15
  • 12:03 م
الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر يحيي الحشود في المنصورة بمصر - 7 أيار 1970 (Bibliotheca Alexandrina/Wikipedi)

الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر يحيي الحشود في المنصورة بمصر - 7 أيار 1970 (Bibliotheca Alexandrina/Wikipedi)

ركز الإعلام الرسمي السوري على استخدام مصطلح “العدوان الثلاثي” بعد ضربة عسكرية استهدفت مواقع لقوات الأسد، مستدعيًا بذلك مظلومية تحاكي الهجوم على مصر عام 1956.

وأطّر التلفزيون والصحف الرسمية السورية ووسائل الإعلام الإيرانية والروسية، الهجوم الأمريكي- البريطاني- الفرنسي، الذي طال تسعة مواقع حيوية لقوات الأسد، بأنه “عدوان ثلاثي” هدفه كبح التقدم على ما تصفه الرواية الرسمية بـ “الإرهاب” الأرض، خاصة بعد السيطرة على الغوطة الشرقية لدمشق.

وجاءت الضربة العسكرية، بـ 110 صواريخ كروز، ردًا على هجوم كيماوي في دوما، آخر معاقل المعارضة في الغوطة، السبت 7 من نيسان، قبيل الوصول إلى تسوية لإخلائها من مقاتلي المعارضة والمدنيين، وأسفر الهجوم عن مقتل 60 مدنيًا على الأقل.

أما الهجوم الثلاثي على مصر، فشنته إسرائيل وبريطانيا وفرنسا، بعد تأميم الرئيس المصري آنذاك، جمال عبد الناصر، لقناة السويس، وتضييقه على السفن الإسرائيلية، ثم مواجهته لاتفاقية “سيفر” بين الدول الثلاث.

وحظي عبد الناصر بدعم عربي واسع، ونسفت الأردن وقطر أنابيب البترول، ووضعت سوريا مواردها تحت تصرف مصر، وأعلنت السعودية التعبئة، وشهدت عدد من الدول العربية مظاهرات ضد الإنكليز.

وظهر عبد الناصر في أول خطاب له بعد العدوان من مدينة بورسعيد التي تعرضت لقصف مكثف وسط مقاومة الفصائل الشعبية والجيش المصري، وأصبحت نموذجًا لـ “مقاومة العدوان” بعد الخطاب الحماسي الذي قال فيه عبد الناصر إن بورسعيد “فدت العرب وكانت الطليعة”.

بينما ظهر الأسد عقب الهجوم الذي استمر أقل من ساعة، بتسجيل “هزيل”ومشكوك بتوقيته، لا يتجاوز ثواني في القصر الجمهوري.

واستهدفت الضربة العسكرية مواقع للأسد أُفرغت في وقت سابق بتنسيق مع حليفة الأسد روسيا، حسبما ذكرته مصادر رسمية لوكالة “رويترز”.

تأطير الإعلام السوري الرسمي لم يلق صدى في الأوساط العربية، سوى عند الدول التي تساند النظام السوري قبل الضربة الغربية.

الكاتب السعودي خالد الدخيل كتب في صحيفة “الحياة اللندنية”، اليوم، أن “النظام السوري رفع عقيرته بأسلوب بليد في وصفه الضربة بـ (العدوان الثلاثي)، وذلك في محاولة بائسة لاستدعاء ما حصل لمصر عام 1956”.

وأضاف “مأساة هذا النظام ورئيسه ليست مع التاريخ وحسب، بل مع سوريا، ومع نفسه قبل أي شيء آخر. قبل الضربة الأخيرة، هناك الضربات الإسرائيلية لمواقع سورية وإيرانية بين الحين والآخر. الأجواء السورية باتت مستباحة وفق ضوابط تضعها روسيا وليس النظام. وهذا النظام هو المسؤول الأول عما آلت إليه حال سوريا”.

وتباينت مواقف الدول العربية، فسارعت قطر والسعودية والبحرين إلى تأييد الضربة العسكرية، محملة النظام السوري مسؤولية التصعيد بسبب استخدام الكيماوي.

بينما اتخذت مصر والأردن موقفًا مترددًا، وركزتا على ضرورة خفض التصعيد والتوصل إلى حلول سياسية لإنهاء الأزمة.

أما العراق ولبنان، فانضمتا إلى طهران (التي تتحكم بمفاصل القرار بالدولتين)، ونددتا بالضربة العسكرية واعتبرتاها “تورطًا بشكل متزايد للدول الكبرى في الأزمة السورية”.

وانتقل استدعاء “العدوان الثلاثي” إلى مواقع التواصل، وتضامن مواطنون وإعلاميون مصريون مع سوريا، برد ما قام به الإعلامي السوري عبد الهادي بكار عام 1956 بقطع بث الإذاعة والقول “من دمشق.. هنا القاهرة”.

https://twitter.com/mahaserag/status/984996052817326080

إلا أن آخرين استهجنوا هذه المحاكاة، مطالبين بوقف استدعاء التاريخ المصري إلى حروب اليوم التي تتورط فيها كل الأطراف.

https://twitter.com/ElM0sheer/status/985412743548342272

في حين أكد آخرون على أن النظام السوري هو الذي استدعى هذا التدخل، بقصفه المناطق الخارجة عن سيطرته وتدميرها، وتهجير أكثر من نصف سكان سوريا إلى مصر وأوروبا ودول الجوار.

https://twitter.com/nassershehab4/status/985409405779959808

مقالات متعلقة

ميديا

المزيد من ميديا