جواميس سهل الغاب مهددة بالانقراض

تربية الجاموس في سهل الغاب بريف حماة الغربي - 9 نيسان 2018 (عنب بلدي)

camera iconتربية الجاموس في سهل الغاب بريف حماة الغربي - 9 نيسان 2018 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

ريف حماة – إياد عبد الجواد

يلاحق شبح الانقراض حيوان الجاموس في سهل الغاب بريف حماة الغربي، وهو حيوان يشبه الأبقار إلى حد كبير من حيث الشكل، ولكن يختلف في طبيعة حياته.

ويُرَبّى الجاموس في قريتين فقط، هما التوينة والشريعة، إلا أن تربيته تراجعت لعدة أسباب، وإنتاجه من الحليب واللحوم تراجع أيضًا.

وكان إحصاء المجلس المحلي لقرية الشريعة لرؤوس الجاموس الموجودة في سهل الغاب منذ حوالي سنة أعلن عن وجود 1500 رأس، أما الآن فتراجعت إلى نحو 300 رأس فقط، وعددها في تراجع مستمر، وفق حديث رئيس المجلس، أيمن سلامة، مع عنب بلدي.

يعاني مربو الجواميس من غلاء أسعار الأعلاف، والقصف المستمر من قبل قوات النظام، وما يرافقه من حركة نزوح، ما دفعهم لتقليل عدد رؤوس مواشيهم.

مربي الجاموس حسن فياض الأحمد، يقول لعنب بلدي إن تربية هذا الحيوان جزء من التراث القديم في سهل الغاب المتوارث عن أجداده ووالده. وتعتمد تربيته على المراعي التي كانت متوافرة بكثرة قبل الثورة، أما الآن فهي قليلة بسبب سيطرة النظام على مناطق واسعة، واستهدافه المتواصل للمراعي والحقول الزراعية الواقعة في مدى نيران قواته.

تأمين الأعلاف سابقًا كان عن طريق الحكومة بأسعار مقبولة للمربين، لكن بعد الثورة تم إيقافها بشكل كامل عن القرى الواقعة تحت سيطرة المعارضة، يضيف الأحمد.

صعوبات تواجه التربية

بناءً على هذه الظروف، فإن تربية الجاموس انخفضت لأكثر من النصف، ونجم عن ذلك انخفاض في إنتاج الحليب بنسبة تجاوزت 70%، مقارنةً بالوضع قبل عام 2011، بحسب سلامة.

وكانت أنثى الجاموس تنتج ما يقارب 15 كيلوغرامًا، أما الآن فإنتاجها لا يتجاوز الخمسة كيلوغرامات.

وأكد الأحمد على كلام سلامة، مشيرًا إلى أن قطيعه تجاوز 100 رأس سابقًا، أما الآن فلديه 50 رأسًا فقط، لا تنتج الإناث منها أكثر من أربعة كيلوغرامات من الحليب.

حليب الجاموس ومشتقاته

يتميز حليب الجاموس بجودته العالية، فالألبان والأجبان المنتجة منه أفضل من حيث نسبة الدسم المرتفعة وسماكته وطول فترة تخزينه مقارنةً بحليب الأبقار والأغنام.

كما يعتبر حليب الجاموس مخزنًا للبروتينات، لاحتوائه على تسعة أحماض أمينية.

ويوفر كوب واحد منه 8.5 غرام من البروتين، فضلًا عن غناه بالكالسيوم اللازم لصحة العظام، ويحوي كذلك على معادن أخرى مثل المغنيزيوم والفوسفور والبوتاسيوم، بالإضافة إلى نسبة من الدهون تفوق تلك الموجودة في حليب الأبقار.

لذلك يتجاوز سعر حليب الجاموس، أو أحد مشتقاته، ضعف المنتجات الشبيهة من الأبقار والأغنام، بحسب المربي.

ويرتفع سعر كيلو حليب الجاموس 100 ليرة عن سعر حليب الأبقار، أما الجبن فيتجاوز ثمنه ضعف ثمن أجبان الأبقار، والسبب في ذلك أن كل كيلو ونصف من حليب الجاموس ينتج كيلو واحدًا من الجبن، في حين يحتاج البقر إلى إنتاج أربعة كيلوغرامات لتحويلها إلى كيلو جبن واحد.

الفرق من حيث التربية

بالرغم من الامتيازات التي يتمتع بها الجاموس، وندرة وجوده، تبقى تربيته أقل تكلفة وأكثر سهولة من تربية الأبقار، كونه يحتاج إلى غذاء أقل.

لكن أكثر ما يحتاجه الجاموس هو الماء، لذلك يبقى مغمورًا بمياه الأنهار والمستنقعات، لا سيما في أوقات ارتفاع درجة الحرارة، إذ إن حرارته هو نفسه مرتفعةً مقارنةً بغيره من الحيوانات.

كما أن مقاومته للأمراض أقوى، ونادرًا ما يتعرض لها، لكن في حال أصيب بمرض ما فمن الصعب شفاؤه.

وناشد الأحمد المنظمات المعنية بمساعدة المربين في تأمين الأعلاف اللازمة لهذا الحيوان، وحذر من مغبة انقراضه.

حيوان الجاموس يربى بأرياف القنيطرة جنوبي سوريا وسهل الغاب، وهما المنطقتان الوحيدتان اللتان تشكلان موطنًا له في سوريا.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة