د. أكرم خولاني
يحتاج جسم الإنسان إلى العديد من العناصر الغذائية التي تساعد أنسجته وأعضاءه على تأدية وظائفها بالشكل الصحيح، وهي تشمل الكربوهيدرات والبروتينات والدهون الأساسية والفيتامينات والأملاح المعدنية، ومن المهم تكامل تلك العناصر بداخله وتوازنها، فأي نقص أو زيادة قد تحدث في أحدها ستؤدي إلى الإصابة بخلل واضطرابات في وظائف بعض الأعضاء.
ومن العناصر الضرورية للجسم معدن المغنيزيوم، ومع أنه من أكثر المعادن قيامًا بأدوار مختلفة في وظائف الجسم، لكنه ليس في شهرة الحديد والكالسيوم، وقليل من الناس من لديهم معلومات عن هذا المعدن، لذلك فإننا سنعرف به وبوظائفه والاضطرابات الناتجة عن نقصه.
ما هو المغنيزيوم
هو نوع من الأملاح المعدنية، يعتبر من حيث الكمية خامس العناصر المعدنية الموجودة في جسم الإنسان، إذ يحتوي جسم الشخص البالغ على 20-28 غ منه، كما أنه ثاني الأملاح المعدنية من حيث كمية وجوده داخل الخلايا.
ويتركز في العظام التي تحتوي على ما نسبته 60% من مغنيزيوم الجسم (ويعمل المغنيزيوم الموجود في العظام كمخزن احتياطي للحفاظ على نسبته في الدم)، ثم في العضلات 26% منه، ويوجد 1% منه في السوائل خارج الخلوية (ولهذا فإن مستويات المغنيزيوم في الدم ليست وسيلة كافية لتحديد كمية المغنيزيوم المتاحة)، وتوجد البقية في الأنسجة اللينة غير العضلية، ويبلغ المعدل الطبيعي للمغنيزيوم في بلازما الدم 1.7-2.1 ملغ/ديسيلتر.
يتوفر المغنيزيوم في الطبيعة، فيمكن أن يوجد في الخضراوات الخضراء كالسبانخ والبامية، وفي مشتقات الكاكاو، والمكسرات كالفستق والكاجو، والقمح، والمأكولات البحرية، واللحوم، و الليمون، والتفاح، والموز، والتين، ومنتجات الألبان، ويعتبر الحليب مصدرًا متوسطًا للمغنيزيوم، ويمتص من خلال الأمعاء الدقيقة، وبدرجة أقل في القولون، ويتم امتصاص 40% فقط من مغنيزيوم الوجبة الغذائية.
ما وظائف المغنيزيوم في الجسم؟
- يلعب دورًا مهمًا في تركيب العظام، لذلك فهو يساعد في تقويتها، والوقاية من العديد من الأمراض كهشاشة العظام.
- له دور أساسي في عمليات تمثيل الطاقة، فيؤثر في قدرة الجسم على استعمال الجلوكوز، وتصنيع الدهون، والبروتينات، والأحماض النووية، وأنظمة النقل في أغشية الخلايا.
- مهم جدًا في عمليات تصنيع البروتين داخل خلايا الأنسجة اللينة، وفي عمل البروتين داخل الجسم.
- يشترك مع الكالسيوم في تنظيم عمل الانقباضات العضلية وتخثر الدم، إذ إن الكالسيوم يحفز هذه العمليات بينما يقوم المغنيزيوم على كبحها، وبالتالي فهو يعمل على ارتخاء العضلات.
- يقوم المغنيزيوم مع الكالسيوم أيضًا في الحفاظ على ضغط الدم ضمن المستوى الطبيعي، وللمغنيزيوم دور فعال في خفض ضغط الدم لدى المصابين بارتفاع ضغط الدم.
- يعد من أهم عوامل الوقاية من تسوس الأسنان، إذ يحافظ المغنيزيوم على نسبة كبيرة من الكالسيوم بالأسنان، والتي تقي من الإصابة بالتسوس.
- يعمل المغنيزيوم على الحفاظ على الجهاز العصبي بجسم الإنسان وتقويته، كما أنه يعمل على تسهيل عمل هذا الجهاز المهم بالجسم.
- يعمل على خفض خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، فقد يكون له دور في منع تصلب الشرايين.
- يساعد في دعم عمل الأنسولين.
- يخفض المغنيزيوم كذلك من مستوى الكولسترول المرتفع في الدم ويزيد من نسبة الكولسترول الجيد والمفيد.
- له دور في دعم عمل جهاز المناعة.
- يقي من الولادة المبكرة للمرأة الحامل، كما أن وجوده بالجسم يساعد في ثبات الحمل واستقراره في الأشهر الأولى، ويستعمل لعلاج ارتفاع ضغط الدم لدى النساء الحوامل المصابات بتسمم الحمل، كما يستعمل لعلاج تسمم الحمل.
ما أسباب نقص المغنيزيوم في الجسم؟
يعود نقص المغنيزيوم إما إلى عدم وجود ما يكفي منه في الغذاء، أو أن الأمعاء لا تمتص المغنيزيوم الكافي، أو أن الكلى تفرزه أكثر من اللازم، ويرجع ذلك إلى الحالات التالية:
- أسباب معدية معوية: الإسهال المزمن الذي يؤدي إلى فقدان كمية كبيرة من المغنيزيوم، وبذلك فإن داء كرون والتهاب القولون القرحي ومرض ويبل وإسهال المناطق الحارة، كلها قد تسبب نقص مغنيزيوم الدم.
- سوء التغذية، وعدم تناول الطعام الذي يحتوي على المغنيزيوم: فالجسم لا ينتجه بنفسه، لذلك يجب تناول الأطعمة الغنية به.
- استخدام مدر البول الثيازيد (هو السبب الأكثر شيوعًا لنقص المغنيزيوم في الدم).
- استخدام الديجيتال (مقوي للقلب).
- استخدام بعض المضادات الحيوية: مثل أمينوغليكوزيد والأمفوتريسين والبنتاميدين والجنتاميسين والتوبراميسين والفيوميسين.
- الإدمان على الكحول: فالكحول يحفز إفراز الكلى من المغنيزيوم.
- ارتفاع نسبة الكالسيوم في الدم.
- زيادة نسبة هرمون الألدوستيرون.
- الإدمان على تناول الكحول. تناول بعض أنواع المضادّات الحيوية. الإصابة بمرض السّكري. التهاب البنكرياس الحادّ. احتشاء عضلة القلب الحادّ. سوء الامتصاص.
- زيادة الدهون المشبعة.
- تناول الكثير من الشاي والقهوة.
- الإفراط بتناول المشروبات الغازية.
- عدم استهلاك كمية كافية من المياه.
- التعرق الشديد.
- تناول كميات فائضة من الملح أو السكر.
- عدم التعرض الكافي للسيلينيوم أو فيتامين د أو عدم التعرض الكافي لأشعة الشمس أو فيتامين ب 12.
- مستويات الإجهاد الزائدة.
- خسارة المغنيزيوم الكلوي في متلازمة بارتر.
- التبول المفرط المرتبط بالسكري المزمن أو في أثناء التعافي من الفشل الكلوي الحاد.
- احتشاء عضلة القلب الحاد: في غضون48 ساعة الأولى بعد نوبة قلبية، قد يصاب 80% من المرضى بقلة مغنيزيوم الدم.
- سوء الامتصاص.
- النظام الغذائي في حليب الرضع.
- التهاب البنكرياس الحاد.
- التسمم بفلوريد الهيدروجين.
- أظهرت دراسات وجود ارتباط بين الميتفورمين (دواء خافض لسكر الدم) ونقص المغنيزيوم في الدم.
ما أعراض نقص المغنيزيوم؟
- الضعف وتشنجات العضلات.
- تنميل الأطراف وبرودتها ووخز في الأصابع.
- فقدان الشهية والغثيان والتقيؤ.
- الأرق واضطرابات في النوم.
- ارتفاع ضغط الدم، وعدم انتظام ضربات القلب.
- يسبب نقص المغنيزيوم تشنج الشرايين التاجية مما يزيد احتمال الإصابة بالأمراض القلبية.
- زيادة تهيج الجهاز العصبي مع الاهتزازات والكنع (حركات تمعجية مستمرة في اليدين والقدمين).
- العطش المستمر.
- الإمساك المزمن.
- تقلب المزاج وارتباك وهلوسة واكتئاب.
كيف يتم تشخيص نقص المغنيزيوم؟
بما أن معظم المغنيزيوم هو داخل الخلايا، فيمكن أن يوجد عوز مغنيزيوم في الجسم مع تركيز البلازما العادي أو العكس، فنقص مغنيزيوم الدم لا يساوي عوز المغنيزيوم.
الفحص المخبري للتأكد من نقص المغنيزيوم في الدم والبول.
فحص الدم الذي يكشف عن نقص الكالسيوم والبوتاسيوم.
التخطيط الكهربي للقلب (تطاول فاصل QT).
فحص العوامل الأيضية الشامل (غلوكوز الدم، الكالسيوم، الكلورايد، البروتين، البيليروبين، ثاني أوكسيد الكربون، أنزيمات الكبد وغيرها).
كيف تتم المعالجة؟
تعتمد على درجة النقص والآثار السريرية، فالتعويض عن طريق الفم مناسب للمرضى الذين يعانون من أعراض خفيفة، في حين أنه يوصى بالتعويض الوريدي للمرضى الذين يعانون من آثار سريرية شديدة مثل: عدم انتظام ضربات القلب، الولادة في الانسمام الحملي، اضطراب شوارد الدم (نقص البوتاسيوم والكالسيوم).