أعجز الظلم الكروي في أقل من ثلاث سنوات حارس يوفنتوس العملاق، جانلويجي بوفون، الذي لم يتمكن من بلوغ نسخة روسيا من بطولة كأس العالم بعد السقوط المدوي لمنتخب بلده إيطاليا أمام المنتخب السويدي في منعرج توقفت فيه مسيرته الكروية على الصعيد الدولي.
إلا أن النكبة الأخيرة، على ما يبدو، للمخضرم الإيطالي كانت الأخطر على صعيد طموح الحارس الإيطالي الذي حمل جميع الكؤوس المتاحة في اللعبة إلا واحدة فقد كانت عصية على رغباته.
تجاهلت الكأس ذات الأذنين الكبيرتين (كأس أبطال أوروبا) اللاعب الطامح إلى تقبيلها مرارًا، الذي وقف كالصخرة العملاقة في وجه المد الهجومي للنادي الملكي في مواجهة ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا بنسخة 2017-2018 الحالية.
ولعل أكبر المتفائلين بنادي يوفنتوس الإيطالي لم يتوقع إحراج النادي الملكي على أرضه وبين جمهوره في العاصمة الإسبانية مدريد، إلا أن الرياح جرت بعكس ما اشتهى ربان السفينة الإيطالية بوفون، إذ كان نصيبه بطاقة حمراء في الأنفاس الأخيرة للمواجهة التي كانت ذاهبة باتجاه التمديد لأشواط إضافية، فاحتسب حكم المباراة ركلة جزاء لصالح الملكي قضت على أحلام الإيطاليين.
استجاب القدر لأمنيات الحارس الإيطالي، ولكن بعكس ما خطط له، ونقلت صحف إيطالية عن بوفون تصريحه قبيل المواجهة الأخيرة لناديه أمام ريال مدريد، الذي قال فيه، “لا أعرف ما إذا ستكون هذه المباراة الأخيرة لي في دوري الأبطال، ولكن كطفل كنت أحلم أن تكون نهاية مسيرتي بدوري أبطال أوروبا في ملعب سانتياغو برنابيو (ملعب ريال مدريد) أمام ريال مدريد”.
إلا أن الاستجابة كانت بصورة أقل ما وصفت به أنها سيئة، على الرغم من الأداء اللافت الذي قدمه الأسطورة الإيطالي.
نهاية جانلويجي “التراجيدية” تشبه ما ختم به المدرب الحالي لريال مدريد، زين الدين زيدان، في كأس العالم، ألمانيا 2006، أمام إيطاليا نفسها، وكأن الأخير يأخذ بثأر الدموع التي ذرفها عندما خرج بالبطاقة الحمراء عقب نطحته الشهيرة لماتيرازي في المباراة النهائية التي حملت فيها إيطاليا كأس العالم بضربات الترجيح.
أدرك حينها معظم المشجعين في استاد برلين أنهم لم يحضروا إلى الاستاد ليشاهدوا نهائي كأس العالم من المدرجات فحسب، وإنما حضروا لتوديع زين الدين زيدان، إحدى أساطير كرة القدم والذي يعتبره البعض أفضل اللاعبين في جيله.
وأعلن زيدان في مباراته الدولية رقم 108 في مسيرته مع المنتخب الفرنسي، أنها ستكون الأخيرة في عالم “الساحرة المستديرة”.
ولكن على عكس المتوقع، وكما حدث مع جيجي بوفون، ودع اللاعب الملاعب ببطاقة حمراء أشهرها الحكم الأرجنتيني موراسيو اليزوندو، في وجه النجم الفرنسي في الشوط الإضافي الثاني.
مسيرة بوفون
يعتبر الحارس المخضرم الأكثر مشاركة في تاريخ المنتخب الإيطالي بـ 175 مباراة دولية، ويعتبر من أعظم حراس المرمى على مر تاريخ كرة القدم بشهادة لاعبين ونقاد ومدربين، ومن المعروف أن “جيجي” كما تطلق عليه الصحافة الإيطالية، الأفضل في التصدي للتسديدات ويعتبر خط دفاع لوحده وشخصية رئيسية في غرف الملابس.
انتقل بوفون بقيمة 53 مليون يورو من نادي بارما إلى يوفنتوس، عام 2001.
يحمل الحارس الرقم القياسي بعدد “الكلين شيت” (مباراة دون تلقي الأهداف) في تاريخ الدوري الإيطالي ومع المنتخب الإيطالي، كما يحمل الرقم القياسي لأطول سلسلة مباريات دون أن يدخل مرماه أي هدف في الدوري الإيطالي الدرجة الأولى، بأكثر من 12 مباراة في الدوري.
ويعتبر بوفون صاحب الرقم القياسي بعدد الدقائق دون تلقي أي هدف، إذ صمد لـ 974 دقيقة متتالية خلال موسم 2015-2016، وحافظ على شباكه لعشرة مواجهات متتالية.
حمل بوفون كأس العالم بنسخة 2006 التي أقيمت في إيطاليا وكان قائدًا للمنتخب الإيطالي ووصيف يورو نسخة 2012.
ووصل الحارس لنهائي أبطال أوروبا ثلاث مرات آخرها الموسم الماضي 2016-2017.
بينما توج بلقب الدوري الإيطالي ست مرات، وحمل بذلك رقمًا قياسيًا بالتتويج بالدوري على صعيد أوروبا.
وحمل جائزة برافو لأفضل حارس بالدوري الإيطالي 1999، وحمل جائزة الويفا لأفضل حارس مرمى لموسمي 2002-2003 و2016-2017.
وعلى الرغم من الجوائز الفردية والجماعية التي حملها اللاعب خلال مسيرته الكروية الحافلة بالإنجازات، وقف حلمه الأخير في حمل كأس أبطال أوروبا عند طريق مسدود في انتظار لقراره النهائي بالاعتزال أو الاستمرار لموسم جديد يحقق به حلمه.