يُصادف اليوم الذكرى 888 لميلاد العالم والفيلسوف العربي ابن رشد، الذي كان له فضل كبير بتفسير وشرح الفلسفة اليونانية لا سيما تلك المتعلقة بأعمال أرسطو، حتى تحولت شروحه إلى مراجع عالمية.
وُلد ابن رشد عام 1126 في قرطبة بالأندلس، وعمل في الفقه والقضاء والطب والفلك إلى جانب الفلسفة، ما جعل منه ظاهرة غريبة في مضمار العلم والفكر لتعدد تخصصاته التي ترك فيها آثار ما تزال حاضرة في حياتنا حتى اليوم.
نشط ابن رشد في عمله الفكري بدعم سياسي من الخلفاء، وزملائه الفلاسفة في تلك الفترة، وأبرزهم ابن طفيل، فشرح أعمال لأفلاطون وأرسطو، وتبنى فلسفة الأخير بشكل واضح.
بقي على هذه الحال حتى وصول أبو يوسف يعقوب المنصور إلى سدة الحكم في الأندلس، فعزله ومنعه من العمل بسبب دسائس أعداء العلم، وأحرق كتبه الفلسفية بتهمة الكفر، بعد أن نفاه إلى بلدة صغيرة بالقرب من قرطبة، اسمها أليسانه.
وشهد التاريخ لابن رشد كونه أفضل من شرح أعمال أرسطو، بالرغم من وجود فارق زمني هائل بينهما يمتد إلى 16 قرنًا، واعتمد على القرآن عدة مرات لإثبات ضرورة البحث العلمي والمنطقي والفلسفي.
تميزت أفكار ابن رشد بالانفتاح على الآخر، ودعا إلى الاستفادة من علوم الأمم الأخرى من غير المسلمين، وبرهن على أفكاره من الشرع الإسلامي، لكن هذا لم يشفع له عند المتعصبين، فكادوا له موجهين ضربة قاسمة للفلسفة العربية والإسلامية والعالمية في تلك الفترة.
عفا عنه الخليفة المنصور الذي عاقبه في وقت سابق، وأعاده إلى بلاطه ليستأنف عمله، إلا أن الوقت كان حينها قد فات، ليفارق الرجلان الحياة في نفس العام سنة 1198 في مراكش.