فنون القيادة ومهارات التواصل ضمن مبادرات ودورات تأهيلية لمقاتلي حلب
حلب – هنا الحلبي
كان لغياب علماء الدين عن ساحات القتال في سوريا، دور سلبي واضح في تشرذم الكتائب وانتشار الفساد في بعضها، لكن عددًا من الكتائب حاولت سد هذا الفراغ والعمل على توجيه مقاتليها دينيًا وعلميًا عن طريق الدورات التأهيلية التي تنظمها مبادرات شبابية، في حين ترسل كتائب أخرى بعض مقاتليها لحضور دورات متخصصة على الأراضي التركية.
وللاطلاع على نشاط هذه الدورات، أفاد الإعلامي في كتائب الصفوة أبو يزن الحلبي أن ”الكتائب تجري دورات متنوعة بشكل دائم أثناء الاقتحامات وقبلها، حيث يتطوع شباب لإعطاء الدروس على الحواجز بشكل دوري، وأحيانا يقدمها المجاهدون أنفسهم».
ويضيف أبو يزن في حديث لعنب بلدي «الدروس ثلاثة أنواع: شرعية وعسكرية وفي بعض الأحيان علمية؛ وتتحدث الشرعية عن فضل الجهاد لرفع الظلم ونصرة المستضعفين، أما العسكرية فهي شرح لأساليب القتال الجديدة وخطط العمل، في حين تسهب العلمية في أمور ثقافية».
في حين عمدت كتائب أخرى تعمل في حلب إلى تنظيم دورات مكثفة كل فترة، غالباَ تقام في تركيا، وتتضمن برنامجاَ متكاملًا يُعطى خلال فترة زمنية معينة.
وللواء السلام التابع لجيش المجاهدين تجربة مماثلة، إذ يقول الدكتور أسعد الأسعد، وهو مدرب في التنمية البشرية، «نظم شرعيو لواء السلام دورة بعنوان (القائد الأخلاقي) في مدينة أنطاكية التركية على مدى أسبوع كامل منذ شهرين تقريبًا».
وأضاف الأسعد «قدمت الدورة برنامجًا لإعداد القادة، وتضمن مجموعة من المحاور أبرزها، مفهوم التخطيط الاستراتيجي وكيفية تحويل الأحلام إلى أهداف وفق قانون سمارت، وبالتالي كيفية وضع الرؤية والرسالة والأهداف».
وكذلك شملت بعض المهارات الأخرى، مثل التواصل وبناء وإدارة فريق العمل، ومهارات قيادية لازمة للمجاهدين»، أما الجانب الشرعي فقد حاز على 60% من وقت الدورة، وفق الأسعد «وتناول ما يحتاجه المجاهد من أمور العقيدة، وتفسير بعض السور القرآنية بالإضافة إلى قراءة مختصر صحيح البخاري، وغيرها من القراءات التاريخية لشخصيات قيادية أمثال صلاح الدين ومحمد الفاتح» تحت إشراف مجموعة من الأكاديميين والشرعيين.
«وقد أبدى هؤلاء المجاهدون قدرًا كبيرًا من المسؤولية والتفاني، لكنهم يحتاجون إلى دورات في السياسة الشرعية، وبرامج أخرى للتعامل مع المدنيين» بحسب الأسعد الذي نبه إلى لزوم تعليم المقاتل «أدب وفنون الحوار، والفرق بين الخلاف والاختلاف».
بدوره تحدث زكريا ملاحفجي، أحد مؤسسي لواء السلام ومن منظمي الدورات التأهليلية، عن المصاعب التي تواجه الدورات، إذ «ليس من السهل إيجاد الكادر المحاضر الذي يلامس الواقع عن قرب، كما أن وجود المحاضرين في تركيا أو نزولهم إلى سوريا، وتأمين مكان لهم وسط انشغال المقاتلين في المعارك يثب خطرًا من نوع آخر».
ممدوح عبد القادر مقاتل على جبهات حلب، تحدث لعنب بلدي عن مجريات الدورة إذ «كانت غنية بالمواد العلمية والفكرية والشرعية، وكنا نفتقر لمهارات القيادة والتطوير الشخصي.. استطاعت الدورة النهوض بعقول الأخوة نحو الرقي وحمل الرسالة والتفاني لأجلها».
وأظهر استبيان طرحه المنظمون لدورة أنطاكية، إجماعًا لدى المقاتلين في الثناء على منهاج الدورات وضرورتها في الوقت الراهن، فهل سيكون الشعور بالمسؤولية تجاه بناء شخصية المقاتل ودعمه على كافة الأصعدة هدفًا رئيسًيا لمثقفي الثورة؟
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :