شبكة «دوبارة».. لبناء مجتمع سوري فاعل
عنب بلدي – العدد 142 – الأحد 9/11/2014
يعمل فريق «دوبارة» على طرح مشروع شبكة خدمية، في محاولة لتوفير التواصل بين الشباب السوري ودمج الوافدين مع المجتمعات الجديدة التي انتقلوا إليها، وذلك من خلال الاستعانة بسوريين آخرين مقيمين فيها أطلق عليهم «الدوبرجية»، خصوصًا في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها السوريون وتشتتهم في بلدان لم يسبق لهم العمل فيها.
انطلاقة دوبارة
أطلقت شبكة «دوبارة» مطلع شباط 2013 من قبل مؤسسها أحمد إدلبي بعد أن كانت «حلمًا صغيرًا «، وذلك بهدف العمل على دعم السوريين وتقديم الحلول المناسبة لهم.
وتطورت الشبكة الآن لتصبح عبارة عن فريق متطوع موزع حول العالم يتكون من 20 «دوبرجيًا «، يقوم بمساعدتهم شبكة من السوريين يبلغ عدد أعضائها حوالي 1500 شخص متواجدين في دول مختلفة، بحسب مجد خانجي، وهو مؤسس مشارك في شبكة دوبارة، في حديث لعنب بلدي.
وأوضح خانجي أن أعضاء الفريق «يتواصلون فيما بينهم عبر الإنترنت نظرًا لتوزعهم حول العالم، وتقوم الشبكة على مبدأ الفرد القوي يساعد الفرد الضعيف في شتى نواحي الحياة».
ويحاول الفريق تأمين فرص العمل والتعليم ودعم المشاريع وتوفير دليل يوضح أسلوب الحياة وطريقة العيش في أكثر من 42 دولة، وذلك «بغية الحفاظ على الهوية وتماسك المجتمع السوري لبناء سوريا من جديد عندما تسمح الظروف»، وفق ما يقول الخانجي.
حملات وورشات تدريبية
وتركز حملات «دوبارة» بشكل مستمر على التوعية بضرورة احترام الدول والمجتمعات التي لجأ السوريون إليها، تتمثل ضمن مقولة «يا غريب كن أديب»؛ بالإضافة إلى حملات التوظيف التي تقوم بها الشبكة للتشجيع على ضرورة المساعدة وخلق فرص عمل وشراكات استثمارية.
كما نظمت الشبكة عددًا من الدورات والورشات التدريبية المجانية لتطوير فئة الشباب ودعمها لتكون مؤهلة وقادرة على التطور في الصعيد المهني والشخصي؛ ويقول خانجي «عمل فريقنا على تنظيم دورات تدريبية في عدة مجالات، كدورات تطوير مهارات استخدام الحاسب الآلي ودورات اللغات، وكيفية كتابة السيرة الذاتية بشكل احترافي وذلك عن طريق ملء استمارات خاصة بها على الموقع الإلكتروني، مشيرًا إلى حملات توعية أبرزها حملة مكافحة التسول في تركيا.
وبحسب الخانجي فقد استفاد من فرص العمل أكثر من 18 ألفًا، إضافة لـ 3100 مستفيد من خدمة الفرص الاستثمارية، وحوالي 2700 مستفيد من خدمة شريك السكن، في حين يجيب الفريق يوميًا عن أكثر من 500 رسالة واستفسار من السوريين حول العالم.
دليل الغربتلي
وأنشأ فريق الشبكة دليلًا لكل المغتربين أسموه «دليل الغربتلي»، وهو يحمل خبرة السوريين المقيمين في بلاد مختلفة، الذين يقطنون مسبقا فيها وعلى دراية بأمور مهمة، كأفضل الأماكن للسكن وأماكن شراء الأساسيات وأقلها تكلفة بالإضافة إلى المعلومات القانونية والإرشادية التي تهم السوريين.
يتابع خانجي حديثه «يقوم فريق مساعد مكون من 1500شخص بإعلامنا بجميع التحديثات والمتغيرات التي قد تطرأ على هذه المعلومات للقيام بتعديلها على موقعنا الرسمي. كما يدعم بعض المطلعين فريق دوبارة التعليمي لمساعدة الباحثين عن فرص التعليم والمنح الدراسية، في حين يعنى برنامج (دوبارة كفو) بالشراكات بين الأشخاص والمؤسسات للقيام بمشاريع وورشات تدريبية».
بين التمويل وروح الفريق
وتعتمد «دوبارة» ماديًا على مؤسسيها ورواتبهم الشهرية، كون الدعم المادي الخارجي يأتي عادة «بأجندات خاصة»، ما «يتعارض مع سياسة الشبكة» بحسب خانجي، الذي أردف «يشكل الدعم المادي عائقًا جزئيًا أمام الفريق، ما يؤثر على تطور دوبارة بالسرعة المطلوبة أحيانًا، لكننا راضون عن الجهود المبذولة خصوصًا من الفريق الرائع كونهم يعملون بشكل طوعي على حساب حياتهم اليومية وأسرهم».
وإلى الآن، لا يوجد أية شراكات بين «دوبارة» ومنظمات ربحية، لكن التنسيق مستمر مع منظمات غير ربحية، كمنظمة جسور للتعليم وفريق ملهم التطوعي وعطائي.
«يجب علينا التغيير»
أحمد إدلبي مؤسس الشبكة، والذي حاز على زمالة منظمة «أشوكا» العالمية للريادة المجتمعية، تحدث لعنب بلدي حول رؤية المشروع «إن أي مجتمع يواجه ما يواجهه السوريون ولا يتحرك إيجابيًا ويخلق المبادرات، يعتبر شعبه ميتًا ولا يملك أملًا بالحياة».
«دوبارة» أو غيرها من المبادرات «تقنع الناس بأن الغد أفضل وأنه يجب علينا التغيير» بحسب إدلبي الذي أضاف «من منطلق آخر عندما تساعد الآخرين تكون قد ساعدت نفسك، كأن تعطي فقيرًا مبلغًا من المال، وهذا ما لحظته في فريق دوبارة مؤخرًا».
يذكر أن فريق «دوبارة» تمكن من الوصول إلى أكثر من 1.5 مليون سوري، داخل سوريا وحول العالم، ويطمح للوصول إلى جميع السوريين ونشر ثقافة «دوبارة» بينهم لبناء مجتمع فاعل.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :