عنب بلدي – العدد 142 – الأحد 9/11/2014
أعلنت مجموعة من الدول في المؤتمر الدولي للاجئين ببرلين، تعهدها بمزيد من الدعم المالي والتنموي لدول جوار سوريا من أجل معونتها في استقبال اللاجئين السوريين وتحسين قدرتها على استيعابهم، وهو ما يعود بالفائدة على اللاجئين في دول الجوار السوري، ولكن بالمقابل يتعيّن على الدول المانحة إرفاق تلك المساعدات بشرط الحد من الانتهاكات الجسيمة لحقوق اللاجئين السوريين في دول الجوار وبذل مزيد من الجهد لإيقاف حملات الكراهية والتمييز العنصري على المستويين الشعبي والحكومي.
- دويتشه فيله الألمانية، تاريخ النشر: 28/10/2014
يجتمع ممثلو أربعين دولة في برلين بألمانيا لمناقشة أزمة اللاجئين في الشرق الأوسط، ولا تزال الاستجابة الإنسانية للحروب في العراق وسوريا بائسة التمويل، وفقًا لجماعات الإغاثة.
فرّ ملايين الناس من بيوتهم خلال أكبر أزمات منطقة الشرق الأوسط، وتقدر وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن أكثر من ثلاثة ملايين من السوريين شقوا طريقهم إلى البلدان المجاورة منذ اندلاع الحرب الأهلية في بلادهم، ويعتقد أن 6.5 مليون نسمة اضطروا للنزوح داخل حدود البلاد، كما يشمل عدد الأفراد المتضررين أكثر من ستة ملايين طفل.
قال وزير التنمية الألماني جيرد مولر «إننا نتعامل مع كارثة قرن هنا» وإن الكارثة مستمرة في ظل أعمال الإرهاب التي ترتكبها داعش، فالعراق التي كانت تستقبل اللاجئين السوريين حتى وقت قريب، نزح فيها سكان مجتمعات عراقية بأكملها من منازلهم.
- الشتاء يدق الأبواب
قال مولر الذي ينتمي للحزب الديمقراطي المسيحي بزعامة انجيلا ميركل إنّه يجب على المجتمع الدولي بذل مزيد من الجهد لمساعدة أولئك الذين تركوا بيوتهم وخاصة في ظل اقتراب فصل الشتاء والاستعداد غير الكافي لمصاعب هذا الموسم في العديد من مخيمات اللاجئين، ويشير الوزير الألماني إلى أن انخفاض درجات الحرارة سوف يتبع الأمطار التي بدأت بالفعل، وقد تؤدي إلى العديد من الوفيات.
ليس لدى عديد من اللاجئين في الحدائق والشوارع أية أسقف فوق رؤوسهم في شمال العراق وفي تركيا. كما أن كثيرًا منهم ليس لديهم أكثر من غطاء قماشي لحمايتهم من البرد.
أضاف مولر إنه «لا يمكن السماح بموت الأطفال والمتضررين في مخيمات أو الموت جوعًا أو عطشًا أو من البرد، وسوف تتعهد ألمانيا بمبلغ مئة مليون يورو إضافية (127 مليون دولار) لمساعدة اللاجئين. سيكون ذلك بالإضافة إلى 632 مليون يورو قدمتها ألمانيا بالفعل كمساعدات لسوريا. وقد صرحت المفوضية أن هناك حاجة إلى ما مجموعه 3.75 مليار دولار لمعالجة وضع اللاجئين، ويرغب مولر في رؤية أوروبا تقدم مبلغ مليار يورو كمساعدات للاجئين لمعونتهم في الشتاء القادم. كما حذر أيضا «إن لم تزد الدول الأوروبية مشاركتها، ستصل أزمة اللاجئين في أوروبا إلى حد أكبر بكثير».
- المؤتمر الدولي للاجئين في برلين
يجتمع يوم الثلاثاء ممثلون من أكثر من 40 دولة ومن منظمات دولية في برلين للمشاركة في مؤتمر حول اللاجئين السوريين بناء على دعوة من جيرد مولر ووزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير ومفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين أنطونيو جوتيريس.
أعربت ماريا كاليفيس مديرة قسم الشرق الأوسط في منظمة اليونيسيف للأطفال التابع للأمم المتحدة، عن امتنانها للحكومة الألمانية للمؤتمر باعتباره وسيلة لتسليط الضوء على جزء من العالم في حاجة ماسة للمساعدة. كما أكدت أن اللاجئين أنفسهم ليسوا الوحيدين الذين يعانون من الفقر وانعدام الفرص، بل الدول المجاورة لسوريا أيضًا.
قالت كاليفيس إن العديد من المجتمعات التي استقبلت اللاجئين منذ ذلك الحين وصلت حد استيعاب أقصى. مثل سهل البقاع في لبنان، حيث وقع نقص حاد في المياه هذا الصيف، والأسر التي استقبلت العائلات اللاجئة قد نفدت مدخرتها، وتضيف إن الوضع مأساوي خاصة بالنسبة للأطفال الذين فقدوا منازلهم والأمن والأمل بالمستقبل.
تقول كاليفيس إنه يجب إرسال الأطفال اللاجئين إلى المدارس كأولوية لمنعهم من التحول إلى جيل ضائع. ويوجد ثلاثة ملايين طفل سوري لا يمكنهم الحصول على التعليم في المدرسة، رغم أن منظمتها وزعت 70 ألف حقيبة ظهر مع اللوازم المدرسية في لبنان وساعدت في استيعاب 120 ألف طفل سوري في المدارس في الأردن.
- توقع إشارة سياسية
قبل مؤتمر يوم الثلاثاء، أبرزت منظمات المساعدات والتنمية محنة اللاجئين في البلدان المتضررة، وقال ماتياس موج، رئيس منظمة فيرنو الألمانية إن النظام الإنساني بأكمله يشكو من قلة التمويل. ويدعي أن الدعم المالي من الدول غالبًا ما يأتي بشكل غير كافٍ لإقامة المشاريع طويلة الأمد التي تدعم المجتمعات المحلية لاستقبال اللاجئين.
يضيف تون فان زوتفن، المدير الإقليمي لمنظمة مساعدات الغذاء العالمي، أنه من غير المحتمل أن يتحسن الوضع بشكل حاسم في فترة من خمس إلى 10 سنوات القادمة. ويقول: هناك حاجة إلى خطط طويلة الأجل، رغم أن المسألة الأكثر إلحاحا تشمل التخطيط لفصل الشتاء القادم من خلال توفير المأوى والإمدادات والدفء بما فيه الكفاية للاجئين.
تقول عبير زيادة عن الفرع الأردني لمنظمة (أنقذوا الأطفال) إن بلادها استقبلت بسخاء حوالي ثلث اللاجئين السوريين، ولكن المشاكل الاقتصادية الخاصة في الأردن تمنعها من الوفاء بجميع احتياجات السكان الجديدة، فالأردن أيضًا بحاجة إلى المساعدات الخارجية.
وقال ممثلون عن المنظمات التي تساعد اللاجئين في المنطقة إنهم يأملون بإشارة سياسية واضحة تخرج عن مؤتمر برلين، وأضافت منظمة فيرنو أن مبادرات جديدة لتحقيق السلام في المنطقة هي أيضًا ضرورة حتمية.
- ميركل تتعهد بالدعم
قالت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل التي اجتمعت مساء الاثنين في برلين مع رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام لا ينبغي أن يفهم مؤتمر برلين أنه مجرد اجتماع للمانحين بل لإظهار التأييد السياسي.
وعدت ميركل بتقديم المساعدات الألمانية إلى بلد سلام، قائلةً إن «ألمانيا تريد أن تظهر التضامن في ضوء المشاكل التي يواجهها لبنان.» بلد الأربعة ملايين نسمة، وقد تم تسجيل مليون لاجئ رسميًا فيها، وأضافت «بالكاد يمكننا تخيل أي نوع من التحديات يفرضها هذا العدد، سيما أن الوضع في لبنان صعب حتى قبل أزمة سوريا بسبب عقود من استضافة اللاجئين الفلسطينيين». بدوره شكر سلام ميركل لاهتمام ألمانيا فضلًا عن استضافة المؤتمر.
(يذكر أنّه في ختام المؤتمر الدولي للاجئين المنعقد في برلين الثلاثاء ( 28 تشرين أول/ أكتوبر 2014) أعلن وزير الخارجية الألمانية فرانك فالتر شتاينماير أنّ بلاده ستقدم 500 مليون يورو إضافية للاجئين السوريين، موضحا أنّ ألمانيا ستوفر هذا المبلغ لتقديم مساعدات إنسانية للاجئين السوريين وللتعاون التنموي على مدى الأعوام الثلاثة المقبلة.
كما دعت الأمم المتحدة إلى زيادة المساعدات المالية الدولية للدول المجاورة لسوريا، وبينها لبنان. وقال المفوض الأعلى للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين انطونيو غوتيريس إن «الدول التي تستقبل (لاجئين سوريين) بحاجة إلى دعم مالي أكبر بكثير وهي تستحقه».)