شهدت جلسة الاستماع لمؤسس شركة “فيس بوك”، ومديرها التنفيذي، مارك زوكربيرغ، أمام الكونجرس الأمريكي، متابعةً عالميةً بعد فضيحة استغلال بيانات المستخدمين لأغراض سياسية.
وجرت الجلسة يوم الثلاثاء 10 من نيسان، بحضور لجنتي القضاء والتجارة، الذين واجهوا زوكربيرغ بأسئلة واتهامات حول مسؤوليته عن حماية بيانات المستخدمين.
وأعلنت “فيس بوك” قبيل الجلسة وضع برنامج مكافآت لمن يبلغ عن أي استخدام مسيء للبيانات من قبل مطوري التطبيقات.
وتشمل المكافئات كل فرد يثبت بالأدلة جمع بيانات من قبل أي تطبيق، ونقلها إلى طرف ثالث بغرض البيع أو السرقة أو استخدامها في برامج خداعية أو للتأثير السياسي.
واعترفت “فيس بوك” في وقت سابق بتسريب بيانات 87 مليون مستخدم لمنصتها، واستخدامها من قبل “كمبردج أناليتيكا” البريطانية لدعم حملة دونالد ترامب الانتخابية عام 2016، ما أثار غضبًا عالميًا ضد موقع التواصل الاجتماعي الأكثر شعبية.
وأعلن زوكربيرغ بشكل صريح تحمله لمسؤولية ما حدث بصفته القانونية في الشركة، واستمر الاستجواب لساعات، في بث مباشر حول العالم.
وشمل الاستجواب إلى جانب وصول بيانات المستخدمين إلى طرف ثالث، مواضيع تتعلق بالأخبار الكاذبة وانتشار خطاب الكراهية، والتدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016، ومسؤولية مواقع التواصل الاجتماعي عن هذه المشاكل، لا سيما “فيس بوك”.
واعتبر زوكربيرغ أن تقنيات الذكاء الاصطناعي ستتكفل بالتمييز بين الرأي السياسي وخطاب الكراهية، متعهدًا بإزالة خطاب الكراهية خلال 24 ساعة من ظهوره على الموقع.
كما تعهد زوكربيرغ بحماية الانتخابات التي ستجري في أنحاء العالم من التلاعب بها عبر “فيس بوك”، وأن شركته طورت تقنية للكشف عن النشاطات المريبة في انتخابات فرنسا وإيطاليا.
وركز زوكربيرغ في شهادته على هدف موقعه الذي أسسه في سكن جامعي عام 2004، وهو ربط الأفراد ببعضهم وتسهيل تبادل المعلومات لجعل العالم أفضل، مشيرًا إلى أنه لا يوجد شركة صغيرة تقفز إلى العالمية بهذه السرعة ولا ترتكب أخطاء.
ووجد زوكربيرغ نفسه في موقف محرج حين سأله السيناتور ريتشارد جي دوربن، عن الفندق الذي أقام به في الليلة السابقة للجلسة والأشخاص الذين قابلهم، فرفض زوكربيرغ الإجابة، ليشير السيناتور هنا إلى حق كل مواطن أمريكي في الخصوصية، التي استطاع زوكربيرغ الحفاظ عليها بينما فقدها ملايين من مستخدمي “فيس بوك”.
وأبدى بعض أعضاء الكونجرس تأففهم من اعتذارات زوكربيرغ التي تكررت خلال أعوام طويلة منذ دخول شركته في المنافسة العالمية، ارتكبت خلالها أخطاء تؤثر على المجتمع والسياسة والحريات.
–