وجد العلماء أن جسم الإنسان يتألف من 43% فقط من خلايا بشرية، فيما يكون أكثر من نصفه عبارة عن مستعمرات لكائنات متناهية الصغير “ميكروسكوبية”.
ويفيد البحث الطبي والعلمي في هذا المجال، الأخصائيين في فهم الكثير من الأمراض مثل الحساسية والشلل الرعاش، فضلًا عن اكتشاف علاجات جديدة، وفق ما نقل موقع “بي بي سي”، اليوم الثلاثاء 10 نيسان.
وتشمل المستعمرات المسماة “المايكروبايم”، الباكتيريا والفيروسات والفطريات وكائنات دقيقة أخرى، وتتركز بشكل كبير في الأمعاء حيث لا يصل الأوكسجين.
ويرى أستاذ الميكروبيلوجي في جامعة “كالتيك”، سركيس مازمنيان، أن ما يجعلنا بشرًا هو مجموع حمضنا النووي إضافةً إلى الحمض النووي لميكروبات أمعائنا.
وتلعب المستعمرات دورًا في الهضم وتنظيم الجهاز المناعي والوقاية من الأمراض وبناء الفيتامنيات الضرورية للجسم، بحسب آخر الاكتشافات العلمية.
وكان الإنسان يسعى سابقًا إلى مكافحة هذه المستعمرات، لكن العلماء اكتشفوا أنها مهمة للصحة، وأن الإنسان يتألف منها أيضًا.
ويشعر العلماء بالقلق حيال استخدام المضادات الحيوية واللقاحات ضد الأمراض، ما قد يسبب ضررًا جسيمًا للباكتيريا الجيدة.
ولفتت البروفسورة روث لاي، مديرة قسم “الميكروبايوم” في معهد “ماكس بلانك”، إلى أن الأعوام الخمسين الماضية شهدت مجهودًا عظيمًا للقضاء على الأمراض المعدية، لكنها تسببت بزيادة مرعبة بأمراض الجهاز المناعي والحساسية.
وبسبب مكافحة بعض مكونات المستعمرات هذه المسببة للأمراض، تأثر تكوينها سلبًا، ونشأ عن ذلك مجموعة جديدة من الأمراض.
ويرتبط تكوين هذه المستعمرات بمدى كفاءة عقاقير أمراض مثل السرطان والاكتئاب والقلق، فضلًا عن دوره في البدانة، وهو ما يحاول العلماء فهمه بشكل واضح، يسمح بالتحكم به بشكل إيجابي.