إدلب – طارق أبو زياد
بعد سيطرة قوات الأسد على منطقة شرق سكة الحجاز في إدلب وتهجير أهلها، مطلع العام الحالي، خسرت المعارضة خزان المواشي في المناطق الخاضعة لسيطرتها، ما قد يؤثر على الثروة الحيوانية في المنطقة.
يعمل أغلب أهالي شرق السكة بتربية الأغنام، وكانت المصدر الأول للأسواق، وبعد العمليات العسكرية الأخيرة تقلصت مساحة المراعي وبدأت الأمراض تلاحق المواشي إلى المناطق التي سيقت إليها، مع صعوبة الحصول على الأعلاف.
سيطرت قوات الأسد على 380 قرية وبلدة شرق سكة الحجاز، بعد حملة عسكرية ضخمة.
وانتهت العمليات بسيطرة الأسد على مطار أبو الظهور العسكري، في 21 من كانون الثاني 2018، ليعود الهدوء إلى المنطقة التي نشرت بها نقاط مراقبة تركية، حسب اتفاق أستانة لـ “تخفيف التوتر”.
مشروع لدعم الثروة الحيوانية
الدكتور البيطري هشام صوراني يشرف على مشروع لدعم الثروة الحيوانية في المجلس المحلي بمدينة معرة النعمان، يوضح لعنب بلدي أن “الريف الشرقي لمدينة معرة النعمان، الذي تعرض سكانه للنزوح، هو الخزان الوحيد للثروة الحيوانية في محافظة إدلب عمومًا، وعند قدوم المهجرين إلى معرة النعمان، التي تقل فيها المراعي، لوحظ انخفاض كبير في سعر اللحوم، ما يعني أن أغلب الرعاة يبيعون القطعان بأسعار زهيدة، لعدم قدرتهم على تغذيتها وحاجتهم للمال”.
ورصد المجلس المحلي عدة حالات لبيع إناث المواشي وذبحها وهي حامل، الأمر الذي ينذر بخطر تراجع عدد المواشي وربما ندرتها إذا استمرت الظاهرة.
وبعد تواصل المجلس مع عدد من الجهات الداعمة استجابت منظمة “SRM”، لدعم مشروع من ثلاث مراحل هي: توزيع أعلاف تكفي لمدة شهرين بمعدل90 كيلوغرام علف لكل رأس غنم، وبعدها لقاحات للتسمم وجرب “الإيفرمكتين” الهولندي، بالإضافة إلى إنشاء عيادة متنقلة لمعالجة الحالات المرضية.
واستمر تنفيذ المشروع 12 يومًا، ويعتبر استجابة سريعة للمشكلة، بحسب الدكتور صوراني.
وأشار الدكتور إلى أن أغلب الأمراض التي تعاني منها الماشية هي التسمم الغذائي والديدان، بسبب الرعي في مراعٍ غير صحية، وربما أراض زراعية تتم سقايتها عن طريق مياه الصرف الصحي.
عشرة آلاف رأس غنم نصفها حالات إسعافية
اقتصرت الإحصائيات التي نفذها المجلس على الطبقة الفقيرة من المربين، وخاصة الذين لا يملكون آليات لنقل الأعلاف التي كانت بحوزتهم، وأحصي خلال المشروع عشرة آلاف رأس غنم، أسعف منها 6470 رأسًا.
الحاج غازي أحمد العلي، أحد المستفيدين من المشروع، نزح عن قريته سنجار بريف إدلب الشرقي، مطلع كانون الثاني الماضي، بعد تعرضها لقصف كثيف من قبل الطيران الروسي، ويقول “قررنا الهرب من منازلنا إلى أماكن أكثر أمنًا، تاركين خلفنا كل ما نملك من مؤن وممتلكات، نسعى للنجاة بأرواحنا أنا وعائلتي وأغنامي، متجهين إلى معرة النعمان”.
اضطر العلي لبيع عدد من الأغنام ليؤمّن الأعلاف لبقية القطيع وليؤمّن مصاريف الحياة، وبعد مساندته من قبل لجنة المجلس المحلي يقول “أنسانا الدعم، ولو مرحليًا، شبح خسارة القطيع الذي يعتبر المصدر الرئيسي لحياتنا”.
تخبط أسعار اللحوم
عبد الخالق الصالح بائع لحوم يعاني من تبعات كثرة العرض أمام الطلب في الأسواق، ويقول لعنب بلدي إن أسعار اللحوم انخفضت وتراجع سعر كيلو الخروف من 2500 إلى 1600 ليرة في بداية الأمر، مع الإشارة إلى حالات بيع بأقل من هذا السعر.
ويوضح الصالح أن قطعانًا كاملة بيعت مقابل مأوى أو سيارة، كما استغل تجار مربي الأغنام، معتبرين أنها فرصة لشراء المواشي بأسعار أقل ما يقال عنها أنها مجحفة بحق البائع.
لكن السوق عاد إلى توازنه اليوم، بعد استعادة بعض المربين شيئًا من الاستقرار.