تزامن قصف النظام السوري مدينة دوما بالغازات السامة مع ذكرى أول ضربة أمريكية لقاعدة عسكرية سورية، ردًا على مجزرة الكيماوي في خان شيخون.
وأظهرت عشرات التسجيلات المصورة، مساء السبت 7 من نيسان، اختناق أطفال ونساء داخل الملاجئ في دوما، إثر استهداف المدينة بحاويات متفجرة تحوي غازات سامة.
القصف على دوما جاء في اليوم ذاته الذي قصفت فيه الولايات المتحدة الأمريكية مطار الشعيرات، جنوب شرقي حمص.
وأطلقت البحرية الأمريكية حينها 59 صاروخًا من طراز “توماهوك” ردًا على استهداف خان شيخون بريف إدلب بالكيماوي.
وتعرضت خان شيخون في الرابع من نيسان الماضي، لهجوم كيماوي صُنف من بين الأعنف في سوريا، قيل إنه كان باستخدام غاز السارين السام، وأسفر عن مقتل 87 شخصًا وإصابة 400 آخرين بالاختناق.
وتسببت الضربة الأمريكية للقاعدة الشعيرات بتدمير تسع طائرات حربية، ومقتل سبعة عسكريين بينهم ستة ضباط، إلى جانب أضرار مادية أخرجت المطار عن الخدمة، وفقًا لمصادر إعلامية متطابقة.
لا تختلف الصور الواردة من دوما عن تلك التي انتشرت عند قصف خان شيخون، وهي تظهر مشاهد قاسية ومحاولات إعادة الحياة للمتأثرين بالغازات.
وفي مقال رأي نشرته صحيفة “المدن” للكاتب إياد الجعفري، اليوم، قال إن الهجوم الكيماوي على دوما، بعد أيام معدودة من الذكرى السنوية الأولى لهجوم خان شيخون الكيماوي، الذي دفع إدارة ترامب إلى التحرك المحدود في الشعيرات، يعني أن نظام الأسد أو الروس والإيرانيين الذي يقفون خلفه، يريدون أن يقولوا للغرب “أرونا أفضل ما عندكم”.
وأضاف الكاتب أن هجوم دوما “جاء في توقيت حرج وحساس بالنسبة لقيادات القوى الكبرى في الغرب”، مشيرًا إلى أنه “محرج جدًا لترامب المشغول بصورة رئيسية في تحقيق إنجازات أمام الرأي العام الأمريكي، تثبت أنه يسير بجدية في تنفيذ وعوده الانتخابية، وفي مقدمتها، وعوده بالحد من التدخلات العسكرية الأمريكية خارج البلاد”.
واستنكر ناشطون سوريون وعرب غياب الإدانات الدولية والعربية المباشرة للنظام السوري بمسؤوليته عن هجوم دوما الكيماوي.
ورغم أن الأمم المتحدة قالت في أيلول من العام الماضي، إنها جمعت “كمًا كبيرًا من المعلومات” تشير إلى أن طيران النظام السوري يقف خلف هجوم الكيماوي، ما زال الأخير يستخدم أسلحته الكيماوية.
وعادت روسيا للنفي والحديث عن “زيف” ما يجري في دوما، كما فعلت حين مجزرة خان شيخون الكيماوي، واتهمت حينها الأمم المتحدة بالانحياز.
وسارعت الخارجية الأميركية بالدعوة بعد مجزرة دوما، إلى “رد فوري” من المجتمع الدولي، لكنها استدركت بربط التحرك بـ “التأكد من وقوع هجوم كيماوي على المدينة”.
واعتبر الجعفري في مقاله، أن الأمريكيين “قادرون على حفظ ماء الوجه بضربة محدودة لقاعدة هامشية على أطراف البادية السورية، في أحسن الأحوال، أو اللجوء إلى مجلس الأمن، في مماطلة دبلوماسية يعلمون تمامًا أنها ستُجهض من روسيا، في أسوأ الأحوال”.