وثقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” مقتل ما لايقل عن 55 مدنيًا في دوما بالغوطة الشرقية، جراء استهدافها مساء أمس بالغازات السامة.
وفي تقرير لها اليوم، الأحد 8 من نيسان، قالت الشبكة إن قوات الأسد نفذت هجومين كيماويين على دوما بينهما ثلاثة ساعات، ما أدى إلى مقتل 55 مدني كحصيلة أولية وما لايقل عن 860 حالة اختناق.
وأوضحت أن الهجوم الأول استهدف المنطقة الواقعة قرب فرن سعدة في شارع عمر بن الخطاب، والآخر بالقرب من ساحة الشهداء في منطقة نعمان.
وأكدت أن صور الضحايا تشابه هجوم الغوطة في 2013 وخان شيخون العام الماضي.
وبحسب “الدفاع المدني” فإن عدد ضحايا المجزرة لم يحدد حتى اللحظة، إذ لا يزال العشرات من الضحايا في البيوت، وتعمل الفرق على انتشالهم حتى ساعة إعداد هذا التقرير.
وأوضحت المنظمة أن بعض المناطق المستهدفة لا يمكن الدخول إليها، بسبب رائحة الغازات العالقة، مشيرةً إلى أنه حتى اللحظة لم يتم التعرف على نوعها سواء الكلور أو غاز السارين.
وأنكر النظام السوري وروسيا الوقوف وراء القصف، واعتبروا أنها “تمثيلية من قبل إرهابيي جيش الإسلام لعرقلة المفاوضات الخاصة بالمدينة”.
ويتقاطع توثيق الشبكة مع حديث مصادر طبية قالت لعنب بلدي، أمس السبت، إن الأعراض على الضحايا تشبه أعراض غاز السارين، وأكدت أن غاز الكلور نادرًا ما يسبب حالات وفاة بأعداد كبيرة وتكون أعراضه اختناق وضيق تنفس وسعال حاد وهيجان.
ودعت الشبكة الحقوقية إلى “إجراء فوري صارم ضد إجرام النظام السوري من قبل الـ 193 دولة التي صادقت على اتفاقية نزع الأسلحة الكيميائية”.
وأشارت إلى أن الهجوم الحالي يأتي بعد 72 ساعة من اجتماع عقده مجلس الأمن لمراقبة وضع الذخائر الكيماوية، ومراقبة تنفيذ القرار 2218، والذي خرقه النظام السوري 183 مرة في ظل الحملة العسكرية على الغوطة.
ولفتت الشبكة إلى 120 برميلًا متفجرًا و350 غارة جوية استهدفت دوما على مدار اليومين الماضيين.
وذكرت “تنسيقية دوما” أن أكثر من 30 غارة جوية استهدفت الأحياء السكنية منذ الصباح، مع عشرات صواريخ أرض- أرض.
وأشارت إلى عجز كامل من الفرق الطبية والإسعافية والدفاع للمدني لانتشال ضحايا الأمس وإسعاف المصابين والجرحى، مع العلم أن هناك عدة ملاجئ تعرضت للقصف بالسلاح الكيماوي يوم أمس لم يستطع أحد التوصل لها ليتم التأكد منها.
ويبلغ عدد المدنيين القاطنين في مدينة دوما قرابة 130 ألف مدني، وبحسب “الدفاع المدني” تجاوزت الإصابات 1200 حالة اختناق جلهم من الأطفال.
وشدد على أن كل بناء يوجد فيه العشرات من الضحايا لم يتم انتشالهم حتى الآن، بسبب كثافة القصف الذي يطال المنطقة المستهدفة.