دوما.. الكيماوي أو التماهي مع الروس

  • 2018/04/08
  • 1:08 ص
أطفال أصيبوا بهجوم لقوات الأسد بالغاز السام في مدينة دوما - 7 نيسان 2018 (تنسيقية دوما)

أطفال أصيبوا بهجوم لقوات الأسد بالغاز السام في مدينة دوما - 7 نيسان 2018 (تنسيقية دوما)

عنب بلدي – خاص

بعد هدنة دامت عشرة أيام في مدينة دوما، آخر معاقل المعارضة في الغوطة الشرقية، استأنفت قوات الأسد وحليفتها روسيا قصف المدينة بالطيران الحربي، مستخدمة الغاز السام مجددًا، وسط أنباء عن وصول المفاوضات بشأن مصير المدينة إلى طريق مسدود.

وبررت وسائل الإعلام الرسمية القصف بأن “جيش الإسلام” عرقل اتفاق دوما، و”قصف المدنيين الموجودين على معبر مخيم الوافدين وفي ضاحية الأسد، ورفض إخراج المختطفين”.

الغازات تدفن الضحايا في ملاجئهم

وفي هجوم جديد بغاز سام، السبت 7 من نيسان، قتل 75 شخصًا وأصيب المئات، بحسب ما أفاد مركز الغوطة الإعلامي.

وقالت مديرية “الدفاع المدني” في دمشق وريفها إن ما يزيد عن ألف مدني، بينهم نساء وأطفال، أصيبوا بحالات اختناق جراء استهداف الأحياء السكنية في دوما بغازات سامة، لم تحدد هويتها.

وبحسب المنظمة، فإن عوائل كاملة قتلت خنقًا في الأقبية، موضحة أن مصدر الغاز حاوية ألقتها طائرات تابعة لقوات الأسد.

وبحسب مصادر طبية في الغوطة، فإن الأعراض الظاهرة على الضحايا تشابه أعراض مجزرة الكيماوي، في آب 2013.

بدورها، وصفت وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، استهداف دوما بـ “المسرحية لإنقاذ الإرهابيين” فيها، ونقلت عن مصدر رسمي قوله إن “إرهابيي جيش الإسلام في حالة انهيار، وأذرعهم الإعلامية تستعيد فبركات الكيماوي في محاولة مكشوفة وفاشلة لعرقلة تقدم الجيش”.

ويضاف إلى ضحايا هجوم الغاز 47 مدنيًا قتلوا يومي السبت والجمعة، بعد استئناف قوات الأسد غاراتها وهجومها البري لاقتحام المدينة من الجهتين الغربية والشمالية.

بالتزامن مع ذلك، قتل سبعة أشخاص على الأقل وأصيب 40 آخرون بقصف صاروخي استهدف دمشق، قالت وسائل الإعلام إن مصدر القصف “مسلحو جيش الإسلام”.

لكن المتحدث الرسمي باسم هيئة أركان الفصيل، حمزة بيرقدار، نفى استهداف العاصمة دمشق وأحيائها، ووجه اتهامات إلى قوات الأسد بالقصف “في إطار تبرير الحملة الوحشية على مدينة دوما بالغوطة الشرقية”، وخرقها لوقف إطلاق النار المتفق عليه في المفاوضات.

النظام السوري هدد الفصيل المسيطر على آخر معاقل المعارضة في الغوطة الشرقية بـ “الحسم العسكري” في حال رفضه لإخراج المخطوفين.

وذكر التلفزيون السوري الرسمي أن “القرار بات واضحًا لدى قيادة العمليات العسكرية في الغوطة، إما إخراج المختطفين بالكامل أو الحسم بشكل كامل وسحق مقرات الإرهابيين في دوما”.

مفاوضات غامضة إلى طريق مسدود

يلف الغموض المفاوضات بين روسيا وفصيل “جيش الإسلام” إذ يتكتم الأخير على ما يحدث على طاولة المفاوضات، وفيما بدا أنه تطبيق لبنود اتفاق بين الجانبين، تسلم النظام السوري مخطوفين كانوا محتجزين لدى الفصيل، الأربعاء 4 من آذار.

وقالت وكالة “سانا” الرسمية إن الاتفاق يقضي بخروج “جيش الإسلام” من دوما إلى مدينة جرابلس شمالي حلب، وتسوية أوضاع المتبقين، وينص على عودة كامل مؤسسات الدولة إلى المدينة.

لكن رئيس المكتب السياسي الخارجي في الفصيل، محمد علوش، نفى التوصل لاتفاق مع روسيا بشأن دوما، مؤكدًا لعنب بلدي أنه “يجري تنفيذ خطوة إخلاء الحالات الإنسانية، وهذه الخطوة فقط”، دون ذكر تفاصيل أخرى.

فيما قالت مصادر لعنب بلدي إن الجانب الروسي أوصل مقترحه لـ “جيش الإسلام”، الجمعة، على لسان الكولونيل ألكساندر زورين، الذي قاد المفاوضات مع فصيل “فيلق الرحمن” في القطاع الأوسط من الغوطة، وتقضي مقترحات الجانب الروسي بتسليم السلاح الثقيل، بمدة لا تتجاوز ثلاثة أيام، للنظام السوري، مع ضمان روسيا عدم استخدام النظام الطيران الحربي، كما يسلم الفصيل سلاحه الخفيف خلال أسبوع مع ضمان خروج قوات الأسد من المنطقة.

كما يقضي المقترح بتسوية وضع كل من سلم سلاحه، وتقديم طلب للتطوع في الشرطة، على أن يتم تشكيل الشرطة خلال أسبوعين.

ثم يتلقى التشكيل الدعم من روسيا لقتال تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) و”جبهة النصرة”، إضافةً إلى انتشار الشرطة الروسية على الحواجز في المنطقة.

وتتكفل لجنة تابعة لمحافظة ريف دمشق بحل جميع المشاكل العالقة على الصعيد الإداري في المدينة، ويسوي المدنيون أوضاعهم مع حصولهم على تأجيل التحاق لمن هم في سن “خدمة العلم”، مع ضمان روسيا عدم تدخل الجيش والمخابرات التابعة للنظام السوري في شؤونها بشرط تحرير المختطفين.

وبحسب المصدر أعطى الجانب الروسي الفصيل مهلة حتى الساعة الثامنة من يوم الجمعة 6 من نيسان.

ولم يتسن لعنب بلدي التأكد من رد “جيش الإسلام” على المقترح الروسي، إلا أن علوش قال في لقاء تلفزيوني، على قناة الحدث، الجمعة، إن “الجيش” لا يريد إغلاق باب المفاوضات مع روسيا للوصول إلى تسوية سلمية حول مدينة دوما”، مضيفًا “نحن ندافع عن أنفسنا وما زلنا ندعو للجلوس على طاولة المفاوضات حتى نصل إلى حل منطقي عادل يؤدي إلى حقن دماء المدنيين”.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا