السويداء – نور نادر
وجد أهالي مدينة السويداء في الجنوب السوري أسلوبًا جديدًا لدخول الجارة لبنان، من خلال وثائق صادرة عن “دار الطائفة (الموحدين الدروز)”، بعد ختمها من قبل أحد مشايخ العقل، تسمح لصاحبها بالدخول إلى “خلوات البياضة” في حاصبيا جنوبي لبنان بحجة السياحة الدينية.
و”خلوات البياضة” هي معقل لطائفة الموحدين، وتعتبر من أماكنهم المقدسة، وتضم خلوات للعبادة لمختلف العائلات، وسميت بـ “خلوات البياضة” لأنها تبيّض القلوب وتطهرها، بحسب المعتقدات السائدة لدى الطائفة.
ولم يعد دخول المواطنين السوريين إلى لبنان سهلًا كما كان قبل الحرب، بسبب تشديد الإجراءات من قبل الجانب اللبناني ووضع شروط وصفها البعض بالصعبة، خاصة للشباب الراغبين بالهروب من الخدمة العسكرية.
تشديد الحصول على البطاقة
طريقة الحصول على الوثيقة من “دار الطائفة” كانت سهلة نوعًا ما بداية الأمر، إذ كانت لا تتطلب سوى الالتزام بلباس الدين المعروف لدى الدروز، إضافة إلى بعض الطقوس للحصول عليها.
لكن مشايخ العقل بدأوا بالتشديد أكثر على بعض المعايير المطلوبة للحصول على الهوية الدينية، إذ طلبوا وجود معاملة تحتوي شهادة “سايس” (شيخ من أعلى مراتب المشايخ) مجلس الحارة أو القرية التي ينتمي إليها صاحب الطلب، إضافة إلى صور شخصية وصورة عن الهوية.
التشديد كان بطلب “الدار” من بعض الأشخاص، الذين يُشك بأمرهم أو من هم حديثو التدين، بقراءة “ميثاق التوحيد” (الخاص بالطائفة) غيابيًا كنوع من أنواع الاختبار الديني، كما يطلب من النساء الانتظار في غرفة خاصة، وتأتي إحدى المتدينات وتسألهن عن الميثاق وبعض الأمور الدينية.
ويقول أحد العاملين في “دار الطائفة”، رفض الكشف عن اسمه، لعنب بلدي إن مشايخ العقل يقومون بسؤال طالب الهوية عن مدى التزامه وحفظه لـ “ميثاق التوحيد”، وتصل نسبة رفض المتقدمين إلى حوالي 50%.
وبالرغم من تشديد مشايخ العقل، بقي الأهالي يجدون طرقًا أخرى للحصول على الوثيقة، عن طريق مرافقة الشباب لأمهاتهم (محرم)، إذ لا يمكن للمرأة أن تخرج دون “محرم”، كما يقوم البعض بالالتزام الديني التام لمدة معينة يتم من خلالها كسب الثقة بهم للحصول على الهوية.
ومن هؤلاء السيدة ابتسام، التي رفضت الكشف عن كنيتها، وقد التزمت دينيًا من أجل الحصول على البطاقة والخروج إلى لبنان للقاء أولادها الخمسة.
وقالت لعنب بلدي “لا أجد مشكلة في الالتزام الديني مقابل الحصول على الوثيقة التي تسهل زيارة أبنائي، برفقة زوجي كمحرم، كلما أردت”.
وأوضحت السيدة الستينية أنها التزمت الدين منذ قرابة خمس سنوات بعد معرفتها بأمر الوثيقة، وما زالت ملتزمة حتى اليوم بشكل تام دون أن تفكر إذ كان الالتزام نابعًا عن قناعة أم لا.
ومن أجل ذلك تعاقدت “دار الطائفة” مع موظفين خلال الفترة الماضية لتجهيز البطاقة والحصول على صور شخصية، والتأكد من صحة شهادة “السايس”.
شددت الحكومة اللبنانية إجراءات دخول السوريين إلى أراضيها، إذ يحتاج المسافر حجزًا فندقيًا مرفقًا بألفي دولار تبرز على الحدود لإثبات أنه سائح، ويتم السماح له بالدخول على عدد أيّام الحجز الفندقي.
كما يمكن للسيارة الخاصة الدخول 48 ساعة مع عدد ركاب متوافق مع ميكانيك السيارة.
ويمكن للسوريين الذين يحملون إقامة خارج سوريا الدخول لمدة شهر كامل، كما يسمح للحاصلين على حجز طيران من مطار بيروت الدخول 48 ساعة فقط.
إضافة إلى أن ابن اللبنانية يمنح إقامة لمدة ستة أشهر، ويسمح لزوجته الدخول خمسة أيام في حال عدم امتلاكها إقامة.