يستعد منتخب إنكلترا لكرة القدم، الملقب بـ “الأسود الثلاثة”، لخوض نهائيات كأس العالم التي تحتضنها روسيا بين 14 حزيران و15 من تموز المقبلين، باحثًا عن تقديم مستوى مميز يعيد أمجاد الكرة الإنكليزية إلى سابق عهدها وخاصة في ستينيات القرن الماضي عندما توجت بلقبها الوحيد في نسخة 1966 بعد الفوز على ألمانيا في النهائي بأربعة أهداف مقابل هدفين.
ولا يمكن أن يغيب الأسود عن ترشيحات المحللين الرياضيين في كل نسخة من العرس الكروي بالوصول إلى مراحل متقدمة والتتويج باللقب، لكن في كل مرة يخيبون آمال عشاقهم ويقدمون نتائج أقرب إلى السيئة ويغادرون المونديال.
سجل مشاركات المنتخب
سِجلّ حافل للمنتخب الإنكليزي في كأس العالم، إذ شارك في نهائيات كأس العالم 14 مرة، كان أولها في نسخة 1950، ليصبح بعدها وجود المنتخب في المسابقة الأغلى في كرة القدم أمرًا اعتياديًا، ويضرب موعدًا في النسخ كافة منذ 1950، باستثناء ثلاث نسخ 1974 و1978 و1994.
منتخب الأسود وصل إلى النهائي مرة واحدة في 1966، وحصل على المركز الرابع في 1990 التي كانت آخر نسخة يصل فيها الإنكليز إلى نصف النهائي، بينما خرج من الدور الأول ثلاث مرات كانت آخرها في النسخة السابقة في البرازيل، ومن ثمن النهائي مرتين، ومن دور ربع النهائي ست مرات.
أما في كأس الأم الأوروبية، فقد شارك تسع مرات أولها كان في 1968 وحصل على المركز الثالث، في حين خرج من الدور الأول في أربع نسخ (1980 و1988 و1992 و2000) ومن نصف النهائي في 1996، ومن ربع النهائي في 2004 و2012، في حين خرج في النسخة السابقة من ثمن النهائي.
حظوظ المنتخب الإنكليزي في روسيا
طريق الإنكليز إلى روسيا مر ببعض التخبط وعدم الاستقرار بسبب تغير مدربهم سام ألاردايس واستبداله بمدرب منتخب الشباب جاريث ساوثجيت، وبالرغم من قلة خبرة المدرب إلا أن التصفيات لم تكن صعبة خاصة بعد اللعب في مجموعة سهلت من مهمتهم إلى حد كبير.
وفي قرعة روسيا وقع الأسود في المجموعة السابعة إلى جانب بنما وتونس وبلجيكا، وهي مجموعة سهلة بالنسبة لتاريخ المنتخب الإنكليزي، لكن تساؤلات طرحت من قبل الكثيرين بخصوص الذهاب بعيدًا في النهائيات، وسط تحفظ من عشاق المنتخب كون خيبات الأمل في النسخ السابقة كانت في ظل وجود عدد من النجوم اللامعين، في حين خبرة المجموعة الحالية قليلة بالرغم من إمكانياتها الواعدة.
ويعول المنتخب كثيرًا على مجموعة من اللاعبين الذين يقدمون مستويات عالية في الدوريات الأوروبية، وفي مقدمتهم مهاجم توتنهام هاري كين، وزميله في النادي ديلي آلي، إضافة إلى لاعب وسط مانشستر سيتي رحيم سترلينج، ومهاجم إيفرتون ثيو والكوت.
تاريخيًا، يعتبر جوردون بانكس أشهر حارس مرمى في تاريخ الكرة الإنكليزية بين 1963 و1972، وخاض 73 مباراة دولية.
في حين يعتبر اللاعب واين روني الهداف التاريخي للمنتخب برصيد 53 هدفًا بين 2003 و2016، وكان بدأ مشواره مع المنتخب وهو في الثامنة عشرة من عمره عندما أحرز أربعة أهداف في كأس أمم أوروبا 2004.
تخوف من عدم المشاركة
وكان تخوف انتشر بين مشجعي المنتخب خلال الشهر الماضي، بعد توتر العلاقات بين إنكلترا وروسيا على خلفية اتهام موسكو بمحاولة اغتيال جاسوس في لندن بغاز الأعصاب.
وفي الوقت الذي أعلنت فيه لندن مقاطعة كأس العالم على المستوى الرسمي، طمأن وزير الخارجية، بوريس جونسون، الجماهير الإنكليزية بخصوص مشاركة المنتخب وقال خلال كلمته في البرلمان، في 27 من آذار، “لا توجد خطط لمحاولة مقاطعة كأس العالم عبر المنتخب، ولا يريد أحد معاقبة المشجعين الإنكليز”، مشيرًا إلى أن مقاطعة النهائيات ستكون سياسية فقط بعدم حضور أي وزير أو أعضاء الأسرة المالكة.