“القضية”.. متهمون بقضايا مجهولة عند فرانز كافكا

  • 2018/04/08
  • 12:19 ص

يتميز الكاتب التشيكي فرانز كافكا بأسلوب مغرق في الغموض والرمزية، وبذات الوقت مُتاح للتأويلات والتفسيرات، التي غالبًا ما تكون متناقضة.

وفي روايته المعنونة بـ “القضية” أو “المحكمة”، حسب الترجمات المتاحة لها باللغة العربية، يبني كافكا عالمًا يكون سكانه إما متهمين أو قضاة وموظفي محاكم.

لكن كافكا لا يقدم فكرته هذه بسهولة، إنما يكتفي بوضع القارئ فجأة وسط الأحداث التي تستمر بالتفاقم والتقدم دون أن تصل إلى أي نتيجة واضحة.

فالرواية تبدأ من لحظة استيقاظ بطلها “يوزف ك” في غرفته بأحد الفنادق، ليجد نفسه معتقلًا من قبل أشخاص لا يرتدون أي زي رسمي، ولا يبرزون له أي دليل أو تكليف قضائي باعتقاله.

ويرفض الشخصان المكلفان باعتقاله الإفصاح عن تهمته، معللين ذلك بأن مهمتهم تقتضي اعتقاله وحسب، ولا يملكون حقًا بقول المزيد، هذا إذا كانوا يعرفون أي معلومة إضافية بالأساس.

المفاجأة التالية تكون بترك “ك” حرًا بعد فترة إقامة جبرية قصيرة، للتوجه إلى عمله كإداري في أحد البنوك، مع إشارة إلى أن المحكمة ستتواصل معه لاحقًا.

لا يعرف “ك” ما هي تهمته، لكنه يتلقى إشعارًا بضرورة مثوله أمام القضاء للدفاع عن نفسه، وإثبات براءته من جرم لا يعرفه.

وخلال أحداث الرواية يكتشف القارئ برفقة “ك” أن المحاكم ممتدة على أسطح البنايات، وبين حبال مناشر الغسيل، ويشكك المتهم بخضوعها للقانون المعترف به، ورغم ذلك لا يفكر بالفرار منها، إنما يسعى جاهدًا لإثبات براءته أمامه.

الرواية تصور المجتمع على أنه محكمة كبيرة، وأن أفرادها يشعرون بالقلق كونهم متهمين بشيء لا يعلمون ما هو، ويحاولون دومًا إثبات براءتهم أمامه، وما إن يكتسبوا صفة “متهم” حتى تلازمهم مدى الحياة، فلا هم يدانون تمامًا، ولا يبرؤون تمامًا، بل عليهم العمل دومًا لنفي اتهامات الآخرين عنهم.

مقالات متعلقة

كتب

المزيد من كتب