ارتفاع منسوب “الرستن” يخفف العبء عن مزارعي ريف حمص
ريف حمص – مهند البكور
ارتفع منسوب المياه في سد الرستن منذ مطلع العام الحالي، وبدأ بالازدياد تدريجيًا إلى أن استقر خلال الأيام الماضية، ما خفف العبء عن مزارعي ريف حمص الشمالي.
ومنذ انخفاض المنسوب إلى ما دون المستوى الطبيعي وجفاف السد، في أيار من العام الماضي، انتقل فلاحو المنطقة من الزراعة المروية إلى البعلية، اعتمادًا على مياه الأمطار، كما تدهورت الثروة السمكية، التي تعتبر مصدر رزق أساسي للأهالي، وفق مجلس الرستن المحلي.
حين جف السد العام الماضي، ظهر مبنى أثري يعود لفترة الاحتلال الفرنسي لسوريا، كان يستخدم لتوليد الكهرباء مطلع القرن الماضي، وتوقف العمل به بعد أن غمرته المياه عقب بناء السد منذ الخمسينيات. |
عبد الكريم أيوب، أحد مزارعي مدينة الرستن قال لعنب بلدي إنه عزف عن الزراعة المروية منذ قرابة عام كامل، وحفر بئرًا جوفيًا اعتمد عليه خلال الفترة الماضية.
وبحسب المزارع، فإن الآبار الجوفية لم تكن تظهر إلا بالحفر لعمق سبعة أمتار تحت الأرض، عازيًا السبب إلى الجفاف الشامل في الأراضي شمالي حمص.
قبل عامين، اكتفى المزارعون بري مزروعاتهم من المياه المتجمعة وراء السد، ووفق عبد الكريم، فإن مياهه “كانت كافية وتوفر الكثير علينا، إلا أن عشرات الآبار جفت خلال الفترة الماضية، بعد الاعتماد على المياه الجوفية”.
أربعة كيلومترات مربعة تستفيد من مياه السد
تحدثت عنب بلدي مع محمد العبد الله، رئيس المجلس المحلي لمدينة الرستن، وقال إن السد الذي بُني خلال “الوحدة” بين سوريا مع مصر، يروي أكثر من أربعة كيلومترات مربعة من الأراضي الزراعية من الجهة الجنوبية له.
ولفت إلى أن انحسار مياه السد، جعلت المزارعين يتوجهون إلى استخراج المياه الجوفية من خلال آليات “تكلف الكثير من المحروقات”، ما زاد التكلفة على المزارع ورفع من سعر الخضراوات المنتجة محليًا.
واعتبر رئيس المجلس أن السد “عامل صمود” للمدينة، عازيًا السبب إلى أن مياهه “تجعل المساحات التي ترويها خزانًا من الخضراوات المختلفة والأشجار المثمرة والأراضي الزراعية التي تساعد في تعزيز صمود أهالي المدينة”.
وضخت مديرية الموارد المائية في حماة، التي تتبع للنظام السوري، مياه السد مطلع نيسان الحالي، وقال مدير الموارد المهندس فادي عباس لجريدة “الفداء”، إن ذلك يأتي لإرواء البساتين على ضفتي نهر العاصي، ومحاصيل القمح في شبكات طار العلا والعشارنة ومنطقة الغاب وخاصة بعد فترة الانحباس المطري.
ويتموضع السد على ضفاف نهر العاصي، ويخزن ما يقارب 250 مليون متر مكعّب من المياه في بحيرته، وفق التقديرات الرسمية، يُستفاد منها في مشاريع منطقة سهل الغاب وأراضي مدينة الرستن.
ووفق العبد الله، سيطرت قوات الأسد على السد قبل ست سنوات، ويعمل النظام على فتحه بشكل متكرر ما يؤدي إلى انحسار مياهه، وحرمان الكثير من المزارعين من ري محاصيلهم الزراعية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :