عام مضى على مجزرة بحق أهالي مدينة خان شيخون، الواقعة في محافظة ادلب، والتي أدت إلى مقتل 91 مدنيًا خنقًا، بينهم 32 طفلًا، وإصابة 400 آخرين.
وانتقدت كل من منظمة “هيومن رايتس ووتش” و”الشبكة السورية لحقوق الإنسان” في تقريرين لهما اليوم، الأربعاء 4 نيسان، مرور المجزرة دون محاسبة النظام السوري المسؤول عن ارتكابها.
وكانت لجنة التحقيق الدولية خلصت في تقرير مشترك مع الأمم المتحدة إلى مسؤولية النظام السوري عن استخدام غاز السارين، خلال هجوم على بلدة خان شيخون، في نيسان 2017.
ووثقت الشبكة في تقريرها ارتكاب النظام السوري 11 هجومًا بأسلحة كيميائية بعد هجوم خان شيخون، نفذها طيران النظام السوري بدعم روسي.
واعتمدت الشبكة في تقريرها على ناجين أصيبوا جراء الهجمات الكيماوية، وأطباء عالجوهم، ومسعفين وشهود عيان، إضافة لعناصر من الدفاع المدني.
ويعمل النظام السوري، وفقًا لتقرير الشبكة، على استعمال ثلاث ذخائر في هجماته الكيماوية وهي، صواريخ جرى استبدال رأسها الحربي القياسي بأسطوانة غاز كبيرة مضغوطة، وأسطوانات صفراء محملة بالغاز، وآخرها قنابل يدوية للاستعمال في مواجهات المسافات القريبة مع فصائل المعارضة المسلحة.
كما حملت “رايتس ووتش” النظام السوري مسؤولية معظم الهجمات الكيماوية التي وقعت في البلاد منذ بدء الأزمة في 2011، والتي قدرت عددها بـ 85 هجومًا.
وأوضحت المنظمة أن الجهود الدولية الرامية لمنع استخدام الأسلحة الكيميائية، باءت بالفشل، ولم تسفر عن نتائج إيجابية في هذه الخصوص.
وحملت مديرة قسم الشرق الأوسط في المنظمة، لمى فقيه، الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة المسؤولية كونهما لم تضاعفا جهودهما لردع النظام بعد مجزرة خان شيخون، و”يراقبان بصمت” ما يحدث.
ووقعت المجزرة في الرابع من نيسان 2017، عبر استهداف جوي لطائرات النظام المدينة بغازات سامة، يعتقد أنها “سارين”، تلاه تنصله من الهجمات، رغم عشرات الصور والتسجيلات المصورة لأطفال تظهر عليهم آثار استنشاق الغاز، في مشاهد لاقت استهجانًا عالميًا واسعًا.
وبعد وقوع المجزرة نفذت الولايات المتحدة الأمريكية ضربة عسكرية للنظام السوري استهدف مطار “الشعيرات” في محافظة حمص بـ 59 صاروخًا من طراز “توماهوك”.
كما أعلنت أمريكا نيتها فرض عقوبات اقتصادية على النظام السوري، تؤثر على منع الآخرين من الدخول في تعاملات تجارية مع النظام، لتدخل في إطار الرد الأمريكي على هجوم خان شيخون.
من جهتها حملت المخابرات الفرنسية النظام السوري مسؤولية المجزرة انطلاقًا من عينات جمعتها من مكان الاستهداف وعينة من دم أحد الضحايا.