اتخذت أمريكا منذ وصول الرئيس، دونالد ترامب، إلى السلطة، إيران وسيلة لرفد خزينتها بأموال المملكة العربية السعودية.
تصريحات متكررة أطلقها ترامب خلال الأشهر الماضية، بخصوص ضرورة دفع الرياض الفاتورة، إذا أرادت التخلص من إيران وكبح جماحها في الشرق الأوسط وخاصة في سوريا.
الرئيس الأمريكي أثار جدلًا في الأوساط السياسية بعد قراره الانسحاب من سوريا قريبًا وترك الأطراف الأخرى تهتم بالأمر.
وأثار الإعلان مخاوف الرياض لأن الانسحاب الأمريكي سيصب في مصلحة إيران وزيادة تمددها في المنطقة وهو ما تخشاه الرياض، الأمر الذي أكده ولي عهدها في حديث إلى مجلة “التايم”، السبت الماضي، بأن “خروج أمريكا من سوريا يصب في مصلحة إيران”، مطالبًا ببقاء القوات الأمريكية لفترة متوسطة المدى على الأقل.
لكن احتمالًا بقي يتردد وسط السياسيين، هو أن إعلان الانسحاب “إعلامي”، يهدف ترامب من ورائه إلى الضغط على السعودية لتقديم مزيد من الأموال للخزينة الأمريكية.
ترامب قال، أمس، إنه “حان وقت العودة من سوريا، أفكر بالأمر بجدية، لأن للوجود الأمريكي في سوريا تكلفة عالية”.
وأضاف “في حال بقي الجنود في سوريا، فإنه على الحلفاء الإقليميين دفع تكاليفهم، مشيرًا إلى أن “السعودية تهتم بقرارنا هذا، وقلت لهم، إن كنتم ترغبون أن نبقى في سوريا فلربما قد تدفعون الفواتير”.
وتدعم إيران النظام السوري في معاركه ضد المعارضة، كما تقدم له مختلف أنواع الدعم العسكري والسياسي، إضافةً لدعمها عدة ميليشيات تقاتل في سوريا وتتهم بتنفيذ “جرائم حرب”.
كما تدعم إيران ميليشيات الحوثيين في اليمن ضد قوات الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، في حين ترفض السعودية تصرفات إيران في المنطقة العربية وتسعى إلى إيقافها، وسط تهديد بتحرك عسكرية.
التصريح الذي يهدف إلى الاستحواذ على أموال سعودية ليس الأول من نوعه، إذ دعا ترامب في تصريح لشبكة “CNN” خلال حملته الانتخابية في 2016، السعودية لـ”دفع” الأموال مقابل حمايتها من إيران.
وقال إنه “لدي العديد من الأصدقاء في السعودية، ولكن على المملكة الدفع، إذا كنا سنقوم بحمايتها من إيران”.
وعقب وصوله إلى الرئاسة عقدت الرياض قمة إسلامية مع ترامب في أيار العام الماضي، ووقعت معه اتفاقيات وصفقات تجاوزت قيمتها 400 مليار دولار.
كما توقع السعودية صفقات شراء أسلحة مع واشنطن بمليارات الدولارات من أجل التسلح في مواجهة الخطر الإيراني.
وتعتبر طهران أن السعودية تصرف أموال البترول على التعزيزات العسكرية لأسباب واهية، بحسب ما قاله المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، العام الماضي، في حين اتهم وزير الخارجية، جواد ظريف، ترامب بالسعي خلف أموال السعودية.
–