جبهة النصرة تقتحم مقرات جبهة ثوار سوريا وتطلب تحكيم المحيسني

  • 2014/11/02
  • 9:24 م

عنب بلدي – العدد 141 – الأحد 2/11/2014

عنب بلدي – وكالات

اقتحمت جبهة النصرة مقرات جبهة ثوار سوريا في جبل الزاوية، السبت 1 تشرين الثاني، متهمةً قائدها بالفساد، وفي حين تحاول بعض القوى التوسط لحل الخلاف، تصرّ جبهة النصرة على تحكيم الشيخ السعودي عبد الله المحيسني الذي يعرف بمواقفه المتشددة.

وفي تطور لافت على مستوى الثورة السورية، بلغ الاحتقان المتراكم منذ أشهر بين جبهة النصرة )فرع تنظيم القاعدة في سوريا( وجبهة ثوار سوريا التابعة للجيش الحر أشده.

وبدا ذلك جليًا حين أحكمت جبهة النصرة على مقرات مقاتلي جبهة ثوار سوريا أمس السبت، بعد حملة عسكرية كبيرة، في حين انسحب جمال معروف قائد ثوار سوريا من مقراته في جبل الزاوية مساء الجمعة.

وسيطرت النصرة على 7 قرى وبلدات في جبل الزاوية، بينها خان السبل مسقط رأس جمال معروف، ومقراته الرئيسية، متهمة إياه بالفساد المالي والسرقات، والاعتداء على بعض فصائل المنطقة.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لـوكالة “رويترز” إن العشرات من مقاتلي معروف “انشقوا وانضموا لجبهة النصرة ولهذا انتصرت”.

وإثر انسحابه أصدر معروف بيانًا مصورًا تعهّد فيه بمواصلة قتال “النصرة”، وقال إن جماعته ستعود إلى جبل الزاوية.

وأضاف معروف أن “جبهة النصرة فرضت الحصار لمدة أسبوع على قرى جبل الزاوية كما لو كانت نظام الأسد”، معتبرًا أن انسحاب قواته من قرى جبل الزاوية كان “حرصًا على دماء المدنيين، لأن مقاتليها لا يتردّدون في قتلهم”.

في الجانب المقابل، أصدر فصيلا جبهة النصرة وجند الأقصى، بيانًا أوضحا فيه القبول بوقف إطلاق النار، بناءً على شروط محددة تضع حلًا نهائيًا للأزمة.

وقال البيان الذي صدر أمس السبت، إنه و”بالرغم من قيام جمال معروف بالاعتداء على عوام المسلمين وبعض الفصائل المجاهدة في المنطقة، قمنا بالاستجابة لجهود بعض أهل الخير والفضل في بلاد الشام والذين توسطوا لوقف القتال الحالي”.

ووافقت النصرة على أربعة شروط لحل الأزمة وضعها “أهل الفضل والخير” في بلاد الشام وهي: “أولًا تشكيل محكمة شرعية يرأسها الشيخ عبد الله المحيسني، ثانيًا مثول جمال معروف والمطلوبين أمام المحكمة، ثالثًا فك أسرى الطرفين فور مثول جمال معروف أمام المحكمة، رابعًا وقف إطلاق النار من الطرفين يبدأ من الساعة الثانية من ظهر اليوم 1 تشرين الثاني 2014.

ورفضت جبهة النصرة تحكيم أبو ماريا القحطاني رغم أنه أحد قاداتها الميدانيين، والمعروف بمواقفه الناقدة لأخطاء “الجهاد على أرض الشام”. بينما عرف الشيخ السعودي عبد الله المحيسني الذي شارك في الاشتباكات بريف اللاذقية ضد قوات الأسد مطلع العام الجاري، وقد دعا في وقت سابق تنظيم “الدولة الإسلامية” وقياداتها، إلى مغادرة “أرض الشام” وأن تبقَى “جبهة النصرة مكملة للمشروع الإسلامي”.

وكان اتفاق سبق اقتحام النصرة لجبل الزاوية، بين 16 فصيلًا مقاتلًا بينها فصائل إسلامية، نص على نشر “قوة صلح” في جبل الزاوية، إلا أن جبهة النصرة لم تلتزم به، ودار اشتباك بين مقاتلي النصرة ومقاتلي حركة حزم التابعين لقوة الصلح.

وكانت جبهة النصرة، إحدى أقوى الجماعات التي تقاتل للإطاحة بالأسد، لكنها تراجعت بعد صعود تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي سيطر على مناطق واسعة شمال وشرق سوريا، لكن الجبهة تعمل إلى اليوم بالتنسيق مع جماعات إسلامية “معتدلة” في المعارضة كفصائل الجبهة الإسلامية.

في حين تتبع جبهة النصرة إلى الجيش السوري الحر وقيادة الأركان، وتحظى بدعم غربي وعربي، خصوصًا بعد مواقفها المناهضة لتنظيم “الدولة” والمواجهات ضده في جبل الزاوية قبل أكثر من عام.

مقالات متعلقة

سياسة

المزيد من سياسة