في اليوم الدولي للألغام.. أربع مناطق سورية ملغمة
خصصت الأمم المتحدة يوم 4 من نيسان من كل عام، كيوم دولي للتوعية بالألغام والمساعدة بالأعمال المتعلقة بها، من إزالة وتدمير وما شابه.
وبالرغم من أن كلمة الأمين العام السابق للأمم المتحدة، بان كي مون، عام 2009، قد أشارت إلى مساعدة المنظمة لـ50 بلدًا وإقليمًا في ميدان الإجراءات المتعلقة بالألغام، إلا أنه لم يقدم لسوريا بعد عامين من كلمته هذه سوى “القلق”.
وتعاني عدة مناطق سورية من انتشار الألغام فيها، بعد أن استخدمتها الأطراف المتصارعة كوسيلة للفوز بالمعركة، ملغمين بذلك الطرقات والشوارع والبيوت وكل ما وقعت عليه أيديهم قبل انسحابهم من الأماكن التي يسيطرون عليها.
“تجارة” إزالة الألغام في الرقة
بعد طرد تنظيم “الدولة الإسلامية” من الرقة في تشرين الأول 2017، من قبل “قوات سوريا الديمقراطية”، المدعومة من التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا، عاد 60 ألف مدني إلى بيوتهم من بين 450 ألفًا فروا من المدينة المنكوبة، وفق تقديرات أممية.
وبالرغم من أن المعارك في الرقة أخذت طابعًا “أمميًا”، لم تتكفل أي من المنظمات المعنية بمهمة إكمال المعركة من حيث المبدأ، وتأمين بيئة مدنية خالية من المخلفات العسكرية بعد هزيمة تنظيم “الدولة”، الذي عمل على تلغيم الرقة قبل انسحابه منها.
وتشير أرقام صادرة عن الأمم المتحدة إلى أن الألغام في الرقة تتسبب بمقتل من 50 إلى 70 شخصًا أسبوعيًا، في أرقام وصفتها المنظمة بالصادمة، والتي تنذر بخطر أكبر في حال استمر السكان بالعودة إليها.
وفي ظل هذه الظروف اضطر المدنيون للجوء إلى جهات غير رسمية لإزالة الألغام من بيوتهم، بتكلفة تصل إلى 150 ألف ليرة (300 دولار)، من نفقتهم الخاصة.
ريف الحسكة الجنوبي
شهد ريف الحسكة الجنوبي معارك بين تنظيم “الدولة” و”قوات سوريا الديمقراطية” أيضًا، ما أدى إلى انتشار الألغام بين ممتلكات المدنيين.
قريتا “الفدغمي” شرقي نهر الخابور، و”كشكش جبور” غرب نهر الفرات، الممتدتان على مساحة ستة كيلومترات مربعة، مزروعتان حتى اليوم بأكثر من ألفي لغم.
أما منطقة جبل مركدة المعروف بـ “الحمة” فمزروعة بأكثر من 17 ألف لغم، بحسب اعترافات بعض عناصر التنظيم، وتسببت بمقتل العشرات من الأهالي على مدار الأشهر الماضية، كما نفقت المئات من رؤوس الماشية التي ترعى في المنطقة.
أما الإدارة الذاتية الكردية التي تولت إدارة المنطقة بعد هزيمة تنظيم “الدولة” فيها، فقد رفضت مطالب الأهالي بالتحرك لإزالة الألغام التي خلفها التنظيم وراءه.
ريف حلب الشمالي
ريف حلب الشمالي شهد معارك بين تنظيم “الدولة” و”الجيش الحر”، ونال نصيبه من أسلوب التلغيم الذي يعتمده التنظيم، بكثافة ألغام عالية أعاقت تفكيكها.
لكن ورشات تابعة لمركز “في أيدٍ أمينة” نظّفت بلدة أخترين بشكل كامل من الألغام، عقب انسحاب تنظيم “الدولة” منها، في تشرين الأول 2016، وأُعلنت بالتعاون مع المجلس المحلي في البلدة، منطقة آمنة ونظيفة، ليعود إليها الأهالي وتزرع أراضيها، بعد إزالة حوالي 400 لغم من البلدة.
وتشمل مناطق العمل حتى اليوم أماكن مختلفة من أرياف حلب وإدلب، ومنها تلالين ومارع وكفركلبين وأطراف جرابلس ومدينة الباب وريفها، وغيرها من القرى والبلدات الخارجة عن سيطرة التنظيم.
ووفقًا للإحصائية الصادرة عن منظمة “إسعاف بلا حدود”، حتى تموز 2017، والعاملة في مدينة الباب وريفها، بلغ عدد ضحايا الألغام في المدينة بعد خروج التنظيم 77 مدنيًا بينهم ست نساء وثمانية أطفال، إلى جانب أكثر من 100 جريح، وأكثر من 200 ألف شخصٍ معرضين للإصابات جراء الألغام المتبقية في أراضي المدينة.
واتبعت “وحدات حماية الشعب” (الكردية) نفس أسلوب التلغيم، بعد بدء حملة عسكرية ضدها في عفرين، شنها كل من الجيش التركي وفصائل من المعارضة السورية.
وبسبب تنازع السيطرة في عدة مناطق سورية أخرى مثل دير الزور، التي تسيطر عليها “الوحدات” وقوات الأسد، يغيب التنسيق بين الجهات المتنافسة والمتصارعة، ليبقى مصير المدنيين مجهولًا، لا سيما فيما يتعلق بأزمة الألغام.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :