رفض فصيل “جيش تحرير الشام”، بقيادة النقيب المنشق فراس بيطار، المفاوضات الدائرة مع روسيا في القلمون الشرقي، والتي ترجمت أمس إلى مهلة لتسليم المنطقة والخروج منها.
وبحسب ما قالت مصادر عسكرية لعنب بلدي اليوم، الاثنين 2 من نيسان، خيّرت روسيا فصائل القلمون بين ثلاثة خيارات هي تسليم السلاح والتسوية أو الخروج من المنطقة أو اللجوء إلى الخيار العسكري وبدء معركة لإخراجهم منها.
وأوضحت المصادر أن وفدًا من مدن وبلدات القلمون اجتمع مع روسيا والنظام في المحطة الحرارية بجيرود، أمس الأحد، وتلقى رسالة تضمنت الصلح وإلقاء السلاح وتسوية وضع المقاتلين أو الرحيل من المنطقة مع تحديد الوجهة أو الحرب.
وقال الناطق الإعلامي باسم “تحرير الشام”، “نورس رنكوس” إن المفاوضات الدائرة مع الروس بدأت منذ حوالي ستة أشهر، إذ تشكلت لجنة من المنطقة للتفاوض مع النظام، وطُلب منها أن تكون مفوضه عن جميع الفصائل.
وأضاف لعنب بلدي أن “جيش تحرير الشام” رفض التفويض، وكان “تحرير الشام” الفصيل الوحيد الذي لم يوقع على بنود التفاوض، وطلب وجود ضامن غير الروس، مؤكدًا على هدنة تشمل جميع مناطق المعارضة ولا تقتصر على القلمون فقط.
وأعلن عن تشكيل “تحرير الشام” في آذار 2015، ويقوده النقيب المنشق عن قوات الأسد، فراس البيطار، وقال حين الإعلان عن تشكيله إنه يتبع لـ”الجيش الحر” وهدفه محاربة النظام السوري فقط.
لكن سرعان ما بدأت بوادر المواجهات بين هذا الفصيل وبقية فصائل المعارضة، على خلفية اتهامه بالتبعية لتنظيم “الدولة”.
ونفى الاتهامات التي وجهت إليه من قبل فصائل المعارضة بمبايعة تنظيم “الدولة”، معتبرًا من خلال بيانات سابقة أنها “اتهامات مغرضة”، نظرًا لعدم قبوله قتال التنظيم.
ويخضع القلمون الشرقي لسيطرة فصائل معارضة، أبرزها “جيش الإسلام”، “قوات الشهيد أحمد العبدو”، و”أسود الشرقية”، ويدخل في هدنة مع قوات الأسد منذ عامين.
لكن “جيش تحرير الشام” يعتبر الأكبر في القلمون، خاصة بعد انضمام كتائب له، في كانون الأول العام الماضي.
وأوضح الناطق الإعلامي أن “تحرير الشام” يتجهز لأي تصعيد عسكري من قبل النظام، ويطالب الفصائل الأخرى بذات الشيء.
وأشار إلى أنه تم إبعاد المقرات العسكرية من داخل مدن القلمون، ولم يعد فيها أي وجود عسكري، من أجل إبعاد المدنيين عن أي تصعيد عسكري.
وتتزامن المهلة التي فرضتها روسيا مع انتهاء معارك قوات الأسد والميليشيات المساندة لها في الغوطة الشرقية بالسيطرة على كامل مدنها وبلداتها باستثناء دوما.
وحاصرت قوات الأسد مدينتي جيرود والرحيبة وبلدة الناصرية، وصولًا إلى جبلي الأفاعي والزبيدي في القلمون الشرقي، بعد التقدم الذي أحرزته في ريف حمص الجنوبي الشرقي وصولًا إلى القلمون الشرقي، أيار الماضي.
–