قرآن من أجل الثّورة 141

  • 2014/11/02
  • 8:24 م

عنب بلدي – العدد 141 – الأحد 2/11/2014

خورشيد محمد – الحراك السّلمي السّوري

قصتان من الحياة

في محاضرة عن أثر تغذية الأم الحامل على مستقبل الطفل الصحي، ذُكرت قصتان فتحتا أمام عيني نافذة على القرآن لم أرها من قبل. القصة الأولى عن جمهورية الناورو، وهي أصغر جمهورية في العالم يقطنها سكان أصليون منذ حوالي 3000 سنة، شعب يعيش من كد يمينه، كثير الحركة، قليل الرفاهية، ولذلك عاش بصحة ومتوسط أعمار طويلة. فجأة اكتُشف الفوسفات في الجزيرة وانقلب الشعب بين ليلة وضحاها إلى شعب من أغنى شعوب العالم {وقَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} (سورة القصص، 79).

لكن بدل أن يستخدموا الأموال في تطوير الدولة وضمان الاستمرارية، حولوا بلدهم إلى مزرعة لاستثمارات ومنتجات دول أخرى وتحولت حياتهم إلى الكسل والاستهلاك. ثم نفذ الفوسفات وأفلست الحكومة وتحولت الجمهورية إلى متسولة على عتبات الدول الكبرى، وساحة لتبييض الأموال، وصارت نسبة السمنة بين شعبها أعلى نسبة في العالم {وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} (سورة القصص، 82).

إلى هنا قد يأتي شخص ليقول: هذا تشجيع للسلبية. لكن القصة الثانية وهي عن مجاعة هولندا تأتي لتضع الأًمور في نصابها. في الحرب العالمية الثانية احتل النازيون هولندا وأصابتهم مجاعة شديدة خلفت الدنف لدى الشعب حتى الأمهات الحوامل. مواليد ذلك الجيل كانوا ناقصي الوزن، وبعد أربعين سنة أظهرت الدراسات أن نسبة ارتفاع الضغط والسكتات القلبية والوفيات أعلى عند ذلك الجيل. ثم يشرح علم المورثات السطحي، كيف أن الصفات المكتسبة قد تصبح وراثية وأن الإنسان يحمل كل الصفات السيئة والجيدة في جيناته إلا أنه هو أو أجداده يقومون بتغطية أو نزع الغطاء عنها لتصبح وراثية إلى الجيل الذي يليه. {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا} (سورة الشمس، 7-10).

 

مقالات متعلقة

فكر وأدب

المزيد من فكر وأدب