رماد قضية البلعوس يشتعل مجددًا في السويداء

  • 2018/04/01
  • 1:20 م

وحيد البلعوس في السويداء (العربي الجديد)

السويداء – نور نادر

شهدت مدينة السويداء تحولات جديدة على خلفية اختطاف التاجر أحمد جعفر (أبو ياسين)، المقرب من “حزب الله” اللبناني، ثم قتله، ما أعاد إلى الواجهة قضية الشيخ وحيد البلعوس.

ونشرت الجهة الخاطفة تسجيلًا مصورًا للتاجر، الذي ينحدر من بصرى الشام في درعا، يعترف فيه بتورط فرع الأمن العسكري ورئيسه السابق، وفيق ناصر، وعناصر من الحزب، باغتيال مؤسس حركة “رجال الكرامة” في السويداء، وحيد البلعوس.

وكان البلعوس قتل في تفجير استهدف سيارته في أيلول 2015 إلى جانب 50 شخصًا آخرين، قبل العثور على جثته صباح، الاثنين 26 من آذار، في ساحة المشنقة وسط المدينة.

تداعيات مقتل “أبو ياسين”

وبحسب مصادر عنب بلدي، فإن “أبو ياسين” يعتبر من أهم رجال “حزب الله” في المنطقة، ويدير شبكة واسعة لتهريب المخدرات مع أبنائه، وكان عدد من الأهالي قبضوا عليه وعثروا بحوزته على أطنان من الحشيش، وسلم إلى الجهات الأمنية في المنطقة، ليفرج عنه بعد ثلاث ساعات.

مقتل “أبو ياسين” خلف تداعيات متوالية، أولها تشكيل فصيل أطلق عليه “قوات شيخ الكرامة”، تبنى مسؤولية قتل “أبو ياسين”، وتوعد في بيان بالثأر لقتلة وحيد البلعوس و”تحصيل كرامة أهلنا في الجبل ونصرة المظلوم، والدفاع عن أرضنا وعرضنا وعدم السماح بتغيير تاريخ وعادات الطائفة المعروفة العريقة”، كما توعد بملاحقة أسماء كثيرة ذكرها التاجر في اعترافاته ووصفهم بـ “الخونة داخل المدينة”.

كما شهدت المدينة عقب مقتله اشتباكات بين الشيخ فداء سليم وليث البلعوس، التابعين لـ “رجال الكرامة” من جهة، وبين الشيخ رائد بركة الذي كان أحد رجال المجموعة سابقًا من جهة أخرى، واستخدمت في الهجوم الرشاشات والقنابل وقذائف “RBG”، ما أدى إلى إصابة أربعة أشخاص إلى جانب أضرار مادية، انتهت بوصول مؤازرة لبركة لم يعرف مصدرها.

وسبب الاشتباكات هو اتهام بركة للبلعوس وسليم بمسؤولية خطف وقتل “أبو ياسين”، وتبليغ الأمن العسكري الذي حاول اعتقالهما، بحسب ما أكده ناشط إعلامي لعنب بلدي، رفض الكشف عن اسمه لمخاوف أمنية.

ومن تداعيات القضية إغلاق صفحة “السويداء 24” عبر “فيس بوك”، التي تعتبر من الصفحات الأكثر متابعة لأخبار المحافظة، لأسباب مجهولة، إلا أن مسؤول الصفحة طارق الخطيب أرجع السبب إلى تبليغات من قبل آل جعفر في بصرى الشام (ذوي التاجر أبو ياسين)، الذين أكدوا عبر صفحاتهم أنهم وراء إغلاق الصفحة، لكونها “صفحة فتنة”، بحسب وصفهم.

تخوف من انتقام آل جعفر

وتعيش المدينة حالة ترقب وتخوف للأهالي من رد فعل آل جعفر في درعا، الذين هددوا للانتقام لابن عائلتهم “أبو ياسين”، كما يترقب الأهالي الخطوة المقبلة للفصيل الجديد “قوات شيوخ الكرامة” ومحاولة تنفيذ وعوده بالانتقام من الأسماء الذي ذكرها التاجر في أثناء اعترافه.

وكانت تساؤلات انتشرت في المدينة حول الجهة المسؤولة عن الفصيل الجديد، لكن بحسب معلومات عنب بلدي، يرجح أن يكون الشيخ رامي مزهر وراء تشكيله، بعد التبرؤ منه من قبل “رجال الكرامة”، ودعمه عقب ذلك من قبل الموحدين الدروز في عدة مناطق، ومنها الأراضي المحتلة في الجولان وفلسطين، بالمال والسلاح، وتقديم التسهيلات لـ “حماية الجبل” بعد توقف “رجال الكرامة” عن نشاطهم بعد مقتل قائدهم وحيد البلعوس.

المدينة شهدت خلال السنوات الماضية ارتفاعًا في وتيرة حوادث الخطف والقتل وسط اتهامات للنظام السوري وأجهزته الأمنية بالوقوف خلفها لتحييد المدينة عن أي نشاط ثوري، في حين ألقى آخرون بالمسؤولية على الوجهاء الذين شكلوا ميليشيات محلية بتسهيل من النظام لتعزيز “النعرات العائلية والتفرقة” والتي باتت هي المتنفذ بالواقع الأمني فيها.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا