عنب بلدي – خاص
تترقب مدن وبلدات ريف حمص الشمالي الظروف التي ستؤول إليها في الأيام المقبلة، بعد انتهاء قوات الأسد والميليشيات المساندة لها من معارك الغوطة الشرقية، إذ يدور الحديث حول نية الانتقال إلى جبهات أخرى لاستكمال السيطرة على المناطق “الاستراتيجية” الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة.
ويأتي الحديث عن مدن ريف حمص الشمالي، كونها العائق الوحيد الذي يعترض النظام السوري في المنطقة الوسطى، ويقطع الشريان الرئيسي له المتمثل بالأوتوستراد الدولي دمشق- حلب، ما يضع المنطقة ضمن الأهداف المقبلة لقوات الأسد بدعم روسي.
وربما تؤكد التطورات الأخيرة التي شهدتها المنطقة وجودها كهدف مقبل للنظام، إذ أبلغ الروس الشهر الماضي اللجنة المسؤولة عن المنطقة بانتهاء اتفاق “تخفيف التوتر”، الذي وُقّع في آب 2017 الماضي، وتخييرهم بين الجلوس مع النظام السوري أو الدخول بمواجهة عسكرية جديدة بعيدًا عن أي التزام سابق.
مفاوضات لفتح الأوتوستراد
بالتزامن مع خروج المقاتلين من الغوطة إلى الشمال السوري، قالت مصادر مطلعة (طلبت عدم ذكر اسمها) لعنب بلدي، إن مفاوضات تجري في فندق السفير بمدينة حمص، وتدور بين وفد من مدينة تلبيسة مع ضابط يتبع للنظام السوري من مدينة الرستن.
وأضافت المصادر أن الأمور حاليًا تتجه إلى تشكيل لجنة من الرستن لإشراكها في المفاوضات، والتي تنص على فتح الطريق الدولي، وإدخال قوات شيشانية للمراقبة إلى المنطقة.
ولا ترتبط اللجان التي تفاوض النظام حاليًا بـ”هيئة التفاوض” التي تولت الحديث عن أمور شمالي حمص في الأشهر الماضية.
وتعرضت هيئة التفاوض منذ مطلع 2018 الحالي لضغوط من قبل الجانب الروسي للجلوس مع النظام السوري، وذلك قبل أيام من انتهاء اتفاق “تخفيف التوتر” الذي يشمل المنطقة.
وبحسب المصادر، تتضمن المفاوضات الحالية عدم تسليم سلاح الفصائل العاملة في ريف حمص، وتسوية أوضاع الجميع (مدني، مقاتل) مع بقاء الحالة العسكرية، والحفاظ على نقاط التمركز للمعارضة والنظام.
وقالت مصادر إعلامية لعنب بلدي من ريف حمص، إن حالة خوف بين أهالي شمالي حمص تسود بعد “سقوط” مناطق واسعة من الغوطة الشرقية، وخاصة بعد حديث مصادر موالية للنظام السوري عن الاستعداد لاقتحام ريف حمص الشمالي بعد الغوطة.
خطوة استباقية
ثلاثة أيام مضت على الحديث عن مفاوضات فتح الأوتوستراد، حتى شكلت الفصائل العسكرية العاملة في ريف حمص الشمالي قيادة عسكرية واحدة ومجلسًا استشاريًا لها، كخطوة استباقية لأي عمل عسكري من جانب قوات الأسد والميليشيات المساندة لها.
وعلمت عنب بلدي من مصادر عسكرية، في 30 من آذار الماضي، أن فصائل ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي اجتمعت، وتم الاتفاق على تشكيل قيادة عسكرية عليا للمنطقة الوسطى ومجلس استشاري لها.
وتتمثل الفصائل العسكرية بـ “الفيلق الرابع، جيش التوحيد، فيلق الشام، حركة تحرير الوطن، جيش العزة، جيش حمص، غرفة عمليات الحولة”.
وتحدثت عنب بلدي مع الناطق باسم “حركة تحرير وطن”، صهيب العلي، وقال إن المشروع يأتي لتوحيد القرار وتعزيز الجبهات، وقطع الطريق على النظام وإفشال مخططاته.
وأضاف أن “الباب مفتوح أمام جميع الفصائل العسكرية لدخول هذا العمل الموحد”.
واعتبر مراقبون عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن قوات الأسد قد تنتقل إلى ريف حمص الشمالي بعد الانتهاء من العمليات العسكرية في الغوطة، مستغلة الحصار الكبير الذي تشهده وابتعادها عن الجبهات الأخرى لفصائل المعارضة.