عنب بلدي – خاص
شهدت الخريطة الاقتصادية في منطقة عفرين تغيرًا جذريًا، تمثل بافتتاح معبرين داخليين وقرار بإنشاء آخر خارجي بين سوريا وتركيا، في سعي لتنشيط المنطقة بعد انتهاء الأعمال العسكرية فيها.
وفتحت فصائل “الجيش الحر” المدعومة من تركيا معبرين في عفرين، السبت 31 من آذار، وصلا المنطقة مع إدلب وريف حلب الغربي، ما أتاح أن يكونا طريقًا لتحرك المدنيين والسلع والمحروقات، بينما قررت تركيا فتح أول معبر جمركي على حدود أراضيها.
سيطرت فصائل “الجيش الحر” والجيش التركي على كامل منطقة عفرين، التي كانت تخضع لسيطرة “وحدات حماية الشعب” (الكردية)، في 25 من آذار، بعد إحكامها السيطرة على كامل ست نواحٍ، ودخولها المدينة في 18 من الشهر نفسه. |
المعبر الأول في الداخل السوري، فتح في قرية دير بلوط، المقابلة لمنطقة أطمة شمالي إدلب، ويبدأ الطريق الواصل إليه من مدينة اعزاز شمالي حلب، مرورًا بقرية كفرجنة ومدينة عفرين، إلى أن يصل إلى مدينة جنديرس في الجهة الجنوبية الغربية.
بينما يقع المعبر الثاني في قرية العزاوية، ويتحرك طريقه نحو دارة عزة في ريف حلب الغربي، بدءًا من اعزاز مرورًا بمدينة عفرين، وبعدها إلى الباسوطة والغزاوية، حتى دير سمعان ومدينة دارة عزة، ووفق مراسل عنب بلدي في ريف حلب دخل عبره، السبت، رتل من سيارات المازوت.
وانخفضت أسعار المحروقات في إدلب وريفها، في الأيام الماضية، وفتح معبر دير بلوط لفترة مؤقتة، ما أسهم بتدني سعر ليتر المازوت من 600 ليرة إلى 240 ليرة سورية، نتيجة مرور شاحنات الوقود من مدينة اعزاز شمالي حلب إلى إدلب عبر عفرين.
وقال ناشطون إن سعر برميل المازوت انخفض من 120 ألفًا إلى 60 ألف ليرة سورية، بعد دخول عدة صهاريج من معبر دير بلوط بريف حلب إلى أطمة، إذ يقطع سائق صهريج المحروقات ورقة مرور من اعزاز، يسير بموجبها في جميع المناطق التي سيطرت عليها عملية “غصن الزيتون” دون دفع أي قيمة مالية، وفق بيان لفصيل “فيلق الشام”.
أول معبر جمركي بين عفرين وتركيا
وقررت تركيا فتح أول معبر جمركي على حدود أراضيها مع منطقة عفرين، بعد مصادقة رئاسة الوزراء التركية، على فتح بوابة بين إقليم هاتاي والمنطقة، وفق ما نقلت وكالات ووسائل إعلام تركية، الأربعاء 28 من آذار.
وجاء القرار خلال اجتماع في مقر رئاسة الوزراء التركية، وتقرر فيه فتح البوابة الجمركية بين إقليم هاتاي وعفرين، على أن يكون في قرية حمام الحدودية التي تتبع لقضاء “قوملو” شرقي الولاية التركية، وتبعد حوالي عشرة كيلومترات عن بلدة ومركز ناحية جنديرس.
وتقول أنقرة إن الهدف من فتح البوابة الجمركية، يكمن في تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية وإعمار المنطقة، بينما كلفت رئاسة الوزراء التركية والي هاتاي بالمهمة، وصولًا لإعادة تأسيس النظام وإرساء الاستقرار فيها “خلال وقت قريب” لم يحدد بعد.
وترتبط الحدود السورية مع التركية بنحو عشرة معابر حدودية، ثلاثة منها فقط ظلت تعمل بشكل جزئي، وهي معبر “باب الهوى” بريف إدلب الشمالي، و”باب السلامة” قرب اعزاز بريف حلب الشمالي، إلى جانب “جرابلس” في ريف حلب الشرقي، ومعبر “الراعي” الذي أعلنت الحكومة السورية المؤقتة عن فتحه أمام التجارة والمدنيين، مطلع العام الحالي.
تنتظر منطقة عفرين تنظيم أمورها وتنفيذ مخرجات مؤتمر “إنقاذ” احتضنته مدينة غازي عنتاب التركية، الأحد 18 من آذار، وتمخضت عنه جملة من البنود، على رأسها تشكيل مجلس مدني لإدارة المدينة.
وتوقع أهالي المنطقة أن تتعامل تركيا مع المنطقة كما جرى في ريف حلب الشمالي، مدللين على ذلك بكلام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي قال عقب السيطرة على عفرين، إن تركيا لا تنوي البقاء، “بل ستقدم على خطوات من شأنها تأهيل المنطقة وإحيائها مجددًا، عبر إعادة إنشاء البنيتين التحتية والفوقية”.