تشير محركات البحث إلى مقالات كثيرة تشيد بالمشروب الشعبي الأول عالميًا، القهوة، وتتحدث عن فوائدها على اختلاف طريقة الشعوب بتناولها، فهناك القهوة على الطريقة التركية، والقهوة العربية، إضافة إلى الفرنسية والأمريكية.
فهل صحيح أن القهوة مفيدة، أم أنها تحتوي على مواد ضارة بالصحة؟
تنبهت “الوكالة الدولية لأبحاث السرطان” وهي وكالة تابعة لمنظمة الصحة العالمية، إلى أن القهوة تنتج مادة مسرطنة خلال تعرضها للتحميص، وهي “الأكريلاميد”.
وبحسب ما ذكرت وكالة “أسوشييتد برس” أمس، الخميس 29 من آذار، أن منظمة حماية المستهلكين في ولاية كاليفورنيا طالبت الشركات المختصة بصناعة وبيع القهوة بالتحذير من مخاطرها.
ووافق قاضي لوس أنجلوس على هذا الطلب معرضًا شركات ضخمة مثل “ستاربكس” لدفع غرامات تصل إلى ملايين الدولارات، لعدم وضع لافتات تحذر من مضار القهوة في الأماكن المخصصة لها.
ومادة “الأكريلاميد” ليست موجودة أصلًا في القهوة لكنها تنشأ عن عملية التحميص، وهي تتحول إلى “غليسيداميد”، ويعتقد أنه يسبب تلفًا في الحمض النووي خلال التمثيل الغذائي.
ودافعت شركات القهوة عن نفسها في جلسة الاجتماع في المحكمة أن القهوة آمنة على الصحة، وفي حال وجود ضرر فإن فوائدها تفوق مخاطرها “المحتملة”.
وينصح الأطباء عادة بعدم الإكثار من شرب القهوة بالاكتفاء بفنجانين أو ثلاثة كحد أقصى في اليوم الواحد.
أيهما أفضل القهوة “التركية” أم سريعة التحضير؟
تحتوي القهوة على نسبة عالية من “الكافائين” إذ يؤدي الإكثار منها إلى الشعور بالأرق والإرهاق، وخاصة القهوة المغلية “التركية” فيحتوي الفنجان الواحد على 100 إلى 150 ميليغرام، من هذه المادة، بينما تحتوي القهوة القابلة للذوبان “نسكافيه” على نصف هذه الكمية.
بينما تعتبر النسكافيه مناسبة لمرضى القلب أكثر من القهوة التركية لاحتواء الأخيرة على مواد دهنية، بحسب دراسة أجراها الدكتور روب فان دام، الأستاذ المساعد في جامعة “هارفرد”، في حين تخلو “النسكافيه” منها.
بينما ترتفع نسبة مادة “الأكريلاميد” في القهوة السريعة التحضير “النسكافيه” بأضعاف القهوة المغلية، ما يجعل القهوة التي نغليها في منطقة الشرق الأوسط وتركيا، أكثر أمنًا، من ناحية المادة المسرطنة.
وكشفت دراسة أن تناول ثلاثة أو أربعة أكواب من القهوة يوميًا، قد يخفض من أخطار التعرض لوفاة مبكرة أو الإصابة بأمراض القلب.
ثلاثة أكواب مفيدة
وبينت دراسة، نشرت في 22 من تشرين الثاني 2017، أن استهلاك القهوة يخفض خطر الإصابة بالسكري وأمراض الخرف والكبد وبعض أنواع السرطان، وفق ما نقلت وكالة “رويترز”.
وحذّر العلماء، في الدراسة المنشورة بدورية “بي إم جيه” الطبية البريطانية، من أن هذه النتائج تستثنى منها النساء الحوامل، أو الأكثر تعرضًا للإصابة بالكسور منهن.
وقاد الاختصاصي في الصحة العامة من جامعة ساوثهامبتون في بريطانيا، روبن بول، فريق بحث لدراسة 201 دراسة بالملاحظة، و17 دراسة بالتجارب السريرية، في دول وظروف مختلفة.
ولم تربط الدراسة بين استهلاك كميات أكثر من ثلاثة أكواب من القهوة وبين أعراض خطيرة، لكنها أشارت إلى أن فوائد القهوة تصبح أقل وضوحًا.
وأوضح فريق الباحثين أنه لا يمكن الوصول إلى نتائج حاسمة من دراستهم لأنها اعتمدت على الملاحظة في معظمها، لكن النتائج التي توصلوا إليها تعزز دراسات أخرى حول كمية القهوة الممكن تناولها يوميًا.
رغم ذلك يبقى لفنجان القهوة الصباحي طقوسه في كل دول العالم، كل حسب عاداته، الذي رغم مضاره القليلة يبقى مشروبًا مفيدًا أيضًا مع توخي الحذر.
وتعتبر القهوة ثاني أكثر مادة مبيعًا في العالم بعد النفط، ويستهلك العالم منها سنويًا نحو 500 مليار كوب، وفق بعض التقديرات.
–