شكلت الفصائل العسكرية العاملة في ريف حمص الشمالي قيادة عسكرية واحدة ومجلسًا استشاريًا لها، كخطوة استباقية لأي عمل عسكري من جانب قوات الأسد والميليشيات المساندة لها.
وعلمت عنب بلدي من مصادر عسكرية اليوم، الجمعة 30 من آذار، أن فصائل ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي اجتمعت في اليومين الماضيين، وتم الاتفاق على تشكيل قيادة عسكرية عليا للمنطقة الوسطى ومجلس استشاري لها.
وتتمثل الفصائل العسكرية بـ “الفيلق الرابع، جيش التوحيد، فيلق الشام، حركة تحرير الوطن، جيش العزة، جيش حمص، غرفة عمليات الحولة”.
ولم يعلن بشكل رسمي عن القيادة الموحدة، ورجحت المصادر الإعلان عنها في الساعات المقبلة.
وتحدثت عنب بلدي مع الناطق باسم “حركة تحرير وطن”، صهيب العلي، وقال إن المشروع يأتي لتوحيد القرار وتعزيز الجبهات، وقطع الطريق على النظام وإفشال مخططاته.
وأضاف أن “الباب مفتوح أمام جميع الفصائل العسكرية لدخول هذا العمل الموحد”.
وبحسب مراسل عنب بلدي في ريف حمص، فإن حالة خوف بين أهالي شمالي حمص سادت بعد “سقوط” مناطق واسعة من الغوطة الشرقية، وخاصة بعد حديث مصادر موالية للنظام السوري عن الاستعداد لاقتحام ريف حمص الشمالي بعد الغوطة.
واعتبر مراقبون عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن قوات الأسد قد تنتقل إلى ريف حمص الشمالي بعد الانتهاء من العمليات العسكرية في الغوطة، مستغلة الحصار الكبير الذي تشهده وابتعادها عن الجبهات الأخرى لفصائل المعارضة.
ويأتي تشكيل القيادة الموحدة مع الحديث عن مفاوضات بين لجان مدنيّة والنظام السوري، من أجل تحييد المنطقة عن العمليات العسكرية مقابل فتح طريق دمشق- حماة الدولي، المار من المنطقة.
وقالت مصادر مطلعة في 28 من آذار الحالي لعنب بلدي، إن المفاوضات تجري في فندق السفير بمدينة حمص، وتدور بين وفد من مدينة تلبيسة النظام السوري، مشيرةً إلى أن الأشخاص المفاوضين لا يرتبطون بـ “هيئة التفاوض”، المسؤولة عن الريف الشمالي لحمص.
وبحسب العلي، ستتشكل القيادة العسكرية العليا من ضباط منشقين عن النظام السوري وفق التراتبية العسكرية.
وأوضح أن النظام وروسيا يحاولان الالتفاف على لجنة المفاوضات المعتمدة من قبل الفصائل العسكرية والتشكيلات المدنية في المنطقة، لعدم قبولها التخلي عن عدة شروط، على رأسها الإفراج عن المعتقلين.
واعتبر أن روسيا تتفاوض مع أطراف “غير شرعيين” أو مخولين بعملية التفاوض في ريف حمص وحماة، ما أثار انقسامات وشائعات في المنطقة، وسط تهديدات روسية بشن عملية عسكرية على المنطقة.
وشهدت المنطقة خلال الأشهر الماضية تحركات متكررة، كانت عبارة عن اشتباكات وقصف متبادل، دون تغيير في خريطة السيطرة.
ويعتبر “الفيلق الرابع”، المنضوي في القيادة الواحدة، حديث التشكيل، ويضم كلًا من “حركة أحرار الشام الإسلامية” و”لواء الحق” و”فيلق حمص”، إضافة إلى كتائب فاعلة في منطقة الحولة وريف حماة الجنوبي.
–