يروي فيلم “Wild Tales” (حكايات طائشة)، ست قصص قصيرة غير متصلة ببعضها، لكنها تقدم صورة واضحة للخطر الكامن وراء التفاصيل الصغيرة.
القصص ذات مواضيع مختلفة، لكنها جميعًا تقود أبطالها بشكل مرعب إلى نهايات مأساوية، تدفع المشاهد للتفكير في احتمالات تطور غضبه من أي موقف في الحياة مهما كان تافهًا.
القصة الأولى تدور في طائرة يكتشف جميع المسافرين على متنها أنهم يعرفون شخصًا يدعى “باستيرناك”، تمكن من جمعهم بطريقة معينة لإخبارهم بطريقته الخاصة أنه لم ينس معاملتهم السيئة له في حياته.
القصة الثاني تدور حول انتقام فتاة عادية تعمل نادلة في مطعم، من سياسي دمر حياة عائلتها، لكن بين التردد والإقدام كاد يدفع شخص بريء ثمن أخطاء الآخرين.
القصة الثالثة تدور في طريق سفر سريع، لكن موقفًا بسيطًا كان يجب أن يمر دون تعليق بين سائقين، أدى لجريمة شنيعة لا يمكن لعقل أن يتخيل وقوعها في مكان مثل هذا.
القصة الرابعة تتحدث عن تدمير حياة مهندس مفرقعات بسبب شركة مسؤولة عن سحب السيارات من المواقف المخالفة، لكن بدلًا من أن يتجاوز الأمر سريعًا، أو تحاول الشركة الاستماع لشكاويه المحقة، يتطور الأمر حتى تتهمه الشركة بتدبير انفجار في أحد مواقفها.
القصة الخامسة تتناول طيش المراهقين، إذ يقوم شاب صغير بدهس امرأة حامل ويتسبب بوفاتها، وبالرغم من عذاب الضمير الذي يعاني منه، يدفع ثمن جريمته عامل فقير وبريء.
أما القصة الأخيرة فبدأت في حفل زفاف، سرعان ما تحول إلى ساحة انتقام خيالية، بعد اكتشاف خيانة من قبل أحد العروسين.
اللافت في الفيلم الذي أخرجه وألفه داميان سزيفرون، أن أبطال القصص أشخاص عاديون، ما يجعل تجربتهم قابلة للتكرار بشكل كبير، كما أن أسلوب طرح القصة يدفع الإنسان للتفكير مليًا في حدود غضبه، وأثر الأحداث الصغيرة التي قد لا يلقي لها بالًا بالتسبب بمقتله يومًا ما، أو تحويله إلى مجرم.