استعان الألماني بيرند ستينج، المدير الفني الجديد للمنتخب السوري، بمساعده طارق الجبان لاختيار قائمة لاعبيه المحليين بسبب رداءة صورة النقل التلفزيوني لمباريات الدوري المحلي مما حال دون التعرف على أرقامهم.
وأعلن المدرب جهله بأرقام اللاعبين في المؤتمر الصحفي الذي قدمه فيه اتحاد كرة القدم السوري، الأحد 18 من آذار الحالي.
وتشهد الأوساط الرياضية السورية حالة من الغضب على قناتي “سوريا دراما” و”الفضائية التربوية”، الناقلتين للدوري السوري، بسبب أسلوب الإخراج ورداءة الصورة.
وزاد الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي وبعض مواقع الإنترنت المتابعة للدوري السوري بسبب صور تناقلتها صفحة نادي تشرين بعد المباراة التي جمعته مع نادي الوحدة، الأسبوع الماضي، لـ “تيفو” وأهازيج شبيهة بالملاعب الأوروبية قدمها جمهور نادي تشرين، لكن النقل التلفزيوني كان شبيهًا بمباريات الثمانينيات.
ويعلق كثيرون من متابعي الدوري المحلي لكرة القدم على سوء النقل التلفزيوني، مقارنين ببث صفحات النوادي المشاركة بالمسابقة من خلال الهواتف النقالة، معتبرين أن دقة الأخيرة أفضل.
صحفي رياضي في دمشق، رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، أوضح لعنب بلدي أنه يتم البث التلفزيوني بشكل عام عبر طريقتين الأولى بواسطة عربات البث المتصلة بالأقمار الصناعية والثانية عن طريق “الوصل المكروي”، بما يشابه بث الإذاعات عبر أبراج وترددات، والجودة فيها أقل من الأولى.
وقال الصحفي، المطلع على تقنيات النقل التلفزيوني، إن النقل عن طريق الأقمار الصناعية يتم بحزمتين، الأولى حزمة عريضة والثانية ضيقة، وتتعامل القنوات الناقلة لمباريات الدوري بشكل خاص ووسائل الإعلام السورية بالحزم الضيقة التي تعتبر أقل تكلفة من الحزمة العريضة وجودتها أقل.
الناطق باسم “الهيئة السورية للرياضة والشباب”، عروة القنواتي، يرى المشكلة في نظام الكاميرات المعدة لنقل الأحداث الرياضية، إضافةً إلى قدمه وعدم تطويره من قبل الإدارة في التلفزيونات الناقلة.
نجومية أندية حمّلت الاتحاد المسؤولية
وصول نادي الكرامة إلى نهائي 2006 لدوري أبطال آسيا، وعلى الرغم من خسارته، وضع إدارة الاتحاد الرياضي السوري أمام مسؤوليات كبيرة من ضمنها عمليات التنظيم وترميم الملاعب وتحسين المدرجات وحتى تحسين معاملة الجماهير، ومنع بعض المظاهر غير اللائقة، بسبب دخول قنوات عربية كبيرة لنقل الدوري المحلي آنذاك.
كما وصلت أندية الوحدة والجيش في العقد الماضي إلى مراحل بعيدة في دوري أبطال العرب، وعلا كعب ناديي الكرامة والاتحاد في دوري أبطال أسيا في ذات الفترة الزمنية، كل هذا أدى إلى ارتفاع ترتيب الدوري السوري عربيًا بحسب ما يرى القنواتي.
ولكن في الوقت الحالي يبقى الدوري بعيدًا عن الأضواء بالمسابقات الآسيوية والعربية، الأمر الذي أدى إلى تراجع اهتمام إدارة الاتحاد الرياضي بالملاعب والتصوير وبث الدوري.
أصحاب رؤوس الأموال يتحكمون بالحقوق
إلا أن دخول هذه القنوات الرياضية المهتمة بنقل الدوري السوري، في الفترة الممتدة ما بين 2001 و2005، اصطدم بتدخل بعض أصحاب رؤوس الأموال والضباط في المنافسة على حقوق بث الدوري وإخراجها منها، واتهم معلقون رياضيون سوريون هذه القنوات بـ “الاحتكار”، بعد حصول قناة “ART” على حقوق البث التلفزيوني عام 2001، إلا أن الاتفاقية لم تستمر سوى ثلاثة أسابيع فقط.
وبقيت شركة “الرياضية”، التي يمتلكها رجل الأعمال ورئيس تحرير صحيفة “الرياضية” أكثم دوبا، محتكرة حقوق النقل لمدة ثلاثة أعوام بعقد يصل إلى 275 مليون ليرة سورية.
في عام 2011 وتزامنًا مع أحداث الثورة السورية، عاد الدوري للارتباط بقناة “هوا” الأرضية، التي يديرها غيث حرفوش، والتي تعود ملكيتها لرجل الأعمال السوري محمد حمشو.
إلا أن التنافس على نقل الدوري ما زال مستمرًا بين تلفزيون “نينار” الذي اشترى حقوق البث للموسم الحالي، ويتبع لشركة “سيريتيل” المملوكة من قبل رامي مخلوف، والشركة “الرياضية” وقناة “هوا الأرضية”.