شهدت الساعات الماضية اتهامات متبادلة بين فصيلي “هيئة تحرير الشام” و”جبهة تحرير سوريا” بشأن إفشال مساعي الصلح بينهما، ليعود التوتر العسكري مجددًا، وسط الحديث عن حشود تنذر بمواجهات مقبلة.
وفي بيان نشرته “تحرير سوريا” اليوم، الجمعة 23 من آذار، اتهمت “الهيئة” بالهجوم على مواقعها في ريف حلب الغربي، والامتناع عن تشكيل غرفة عمليات عسكرية مشتركة لبدء معركة ضد قوات الأسد في محيط إدلب.
وقالت إن “تحرير الشام” أفشلت المفاوضات الأخيرة التي كانت تسعى لعقد الصلح، وأصرت على بسط نفوذها والسيطرة على مناطق جديدة، معلنةً أنها ستصد هجمات “وبغي” الطرف الآخر بعد اليوم.
لكن “تحرير الشام” وجهت لـ”الجبهة” الاتهامات ذاتها، وقالت في بيان لها إن “حركة أحرار الشام” أكدت على الحلف المشترك مع فصيل “صقور الشام” و”حركة نور الدين الزنكي”، وامتنعت عن فصل كل أمر عن الآخر.
وأضافت أن “أحرار الشام” وضعت خلال المفاوضات أسماء محتجزين لها لا علاقة لهم بالمواجهات الحالية، كالقيادي فيها “أبو عزام سراقب”، مشيرة إلى أن أمره مرتبط بالملف القضائي الذي لم يحسم بعد.
وحشدت “تحرير الشام”، أمس الخميس، عناصرها وآلياتها، تمهيدًا لهجوم مرتقب ضد “الجبهة” غربي حلب، وقالت مصادر عسكرية من المنطقة لعنب بلدي إن “الهيئة” حشدت في أكثر من منطقة، دون تحرك على الأرض.
وبدأت مواجهات بين الطرفين في 20 من شباط الماضي، توقفت لساعات ثم عادت بعد فشل وساطات لإيقاف الاقتتال، التي تكررت خلال الأيام القليلة الماضية.
وبحسب “تحرير الشام” غيرت “أحرار الشام” الطرح المتفق عليه في المفاوضات، ووضعت خطوطًا حمراء فيما يتعلق بمناطق سيطرتها، وتنصلت “الزنكي” من كل ما تم الاتفاق عليه ما لم يتم التوصل لاتفاق مع “الأحرار”.
ورجحت كفة “تحرير سوريا” منذ بداية الموجهات، والتي تقدمت وسيطرت على نقاط استراتيجية أبرزها مدينة دارة عزة في ريف حلب الغربي.
وشهدت قرى وبلدات في المنطقة مواجهات بين الطرفين، ودخلت “تحرير الشام” خلال الأيام الماضية، قرى باتبو وكفرناصح وبابكة والجينة وإبين وغيرها.
وتبادل الطرفان الاتهامات حول السبب في “إفشال” المفاوضات، التي توسطت فيها فصائل على رأسها “فيلق الشام”، وشيوخ ووجهاء من المنطقة.
وتتخوف “الهيئة” من دخول فصائل “الجيش الحر” المدعومة من تركيا إلى إدلب، وتتوعد بقتالها، معتبرة أن هناك مساع لتحييدها، بعد وصل إدلب جغرافيًا بالريف الشمالي لحلب.
–