نفت تركيا توصلها إلى اتفاق مع أمريكا حول مدينة منبج في سوريا، وأكدت على وجود “تفاهم” فقط حولها.
وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، اليوم الأربعاء 21 من آذار، خلال مؤتمر صحفي في العاصمة أنقرة، إن تركيا سعت للاتفاق مع واشنطن بشأن من سيؤمّن منبج بعد انسحاب “وحدات حماية الشعب” (الكردية)، وتوصلت إلى تفاهم فقط معها، بحسب وكالة “رويترز”.
وأكد أوغلو أن تركيا أرادت أن يكون التفاهم مع الولايات المتحدة بشأن منبج، حيث تتمركز قوات أمريكية، نموذجًا لجميع المناطق الواقعة تحت سيطرة “الوحدات”.
وتطالب أنقرة مرارًا واشنطن بسحب مقاتلي “الوحدات” من مدينة منبج شرقي حلب منذ آب 2016 الماضي.
وتوعد الوزير التركي بأن الدور سيأتي بعد منبج على المناطق الأخرى التي تقع تحت سيطرة “الوحدات”، لأن انسحابها من هناك فقط لا يكفي.
وأعلنت تركيا قبل أيام أنها توصلت إلى اتفاق مع أمريكا للإشراف على انسحاب “الوحدات” من منبج، إلا أن “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) نفت علمها بذلك.
وتخضع منبج لسيطرة “الوحدات”، التي تشكل عماد “قسد”، منذ آب 2016 الماضي، والمدعومة من التحالف الدولي بقيادة أمريكا.
ومطلع 2017، سلمت “الوحدات” قوات الأسد قرى تقع على خط التماس مع فصائل “الجيش الحر”، غربي مدينة منبج، وأعلن المجلس العسكري في المدينة حينها أن عملية التسليم جاءت بالاتفاق مع الجانب الروسي.
كما انتشرت فيها قوات روسية وأخرى أمريكية ارتبطت بتهديدات تركية بدخول المدينة منذ العام الماضي.
وكان من المقرر إجراء محادثات أمريكية تركية حول منبج، قبل يومين، إلا أنها تأجلت عقب إقالة وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، وتعيين مايك بومبيو.
واعتبر وزير الخارجية التركي وقتها أن تعيين بومبيو قد يؤثر على المشاورات التركية- الأمريكية.
وكانت العلاقات بين البلدين شهدت توترًا، خلال الأشهر الماضية، نتيجة عدة مواقف، أبرزها دعم واشنطن لقوات كردية في سوريا تعتبرها أنقرة “إرهابية”.
وسيطرت القوات التركية بمساندة فصائل “الجيش الحر”، مطلع الأسبوع الحالي، على مدينة عفرين بالكامل، ضمن عملية “غصن الزيتون”، التي أعلنت عنها تركيا في 20 من كانون الثاني الماضي.
وتوعد الرئيس التركي، قبل أيام، بالتوجه بعد “تطهير عفرين” إلى منبج وعين العرب وتل أبيض ورأس العين والقامشلي، “لتطهيرها أيضًا”.
كما حدد الناطق باسم “الفرقة التاسعة” في “الجيش الحر”، النقيب أنس حجي، ثلاث مناطق ستسلكها الفصائل بعد عفرين، وهي إدلب وتل رفعت ومنبج، مرجحًا أن تكون الأخيرة هي الوجهة في المرحلة المقبلة.
–