عنب بلدي – العدد 140 – الأحد 26/10/2014
شهدت جبهة حندرات شمال حلب اشتباكات عنيفة خلال الأيام القليلة الماضية، في محاولة من قبل قوات الأسد للسيطرة على خطوط إمداد الأحياء المحررة، في حين أعلن القائد السابق للمجلس العسكري في حلب نيّته إرسال 1300 مقاتل من الجيش الحر للدفاع عن مدينة عين العرب (كوباني)، وسط انتقادات واسعة من فصائل المعارضة وناشطي حلب.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس السبت أن المعارك اشتدت في منطقة حندرات غداة مقتل 15 عنصرًا من قوات الأسد والميليشيات الموالية له، فضلًا عن 12 مقاتلًا من المعارضة.
ويشارك قوات الأسد في معارك حندرات مقاتلو جيش الدفاع الوطني، وحزب الله اللبناني ولواء القدس الفلسطيني إضافة إلى ميليشيات عراقية وإيرانية وأفغانية، في حين يقاتل في صفوف المعارضة جيش المجاهدين والجبهة الإسلامية وجبهة أنصار الدين وحركة شام الإسلام وجبهة النصرة.
وفي “حال سيطرت القوات النظامية على كامل المنطقة فإن ذلك سيخضع المناطق التابعة للمعارضة في حلب للحصار التام”، بحسب المرصد.
ولا تزال معارك الكر والفر بالمنطقة على أشدها، إذ تقدمت قوات المعارضة في قرية سيفات أمس السبت، في حين استعادت قوات الأسد السيطرة على معمل الإسمنت وقرية الجبيلة بعد اشتباكات استمرت 5 أيام.
وبحسب وكالة فرنس برس، فقد ترافقت المعارك مع قصف من قبل قوات الأسد على مناطق الاشتباكات، كما قصفت بعدة قذائف بعد منتصف ليل السبت مناطق في قريتي دوير الزيتون وباشكوي بريف حلب الشمالي، تبعها فتح الطيران الحربي لنيران رشاشاته الثقيلة على المنطقة وعلى طريق الكاستيلو.
وفي سياق متصل، أعلن القائد السابق للمجلس العسكري الثوري في حلب، العقيد عبد الجبار العكيدي، نيته إرسال 1300 مقاتل من الجيش الحر في حلب، إلى مدينة عين العرب (كوباني) بهدف التصدي لهجوم تنظيم “الدولة الإسلامية” على المدينة.
وأكد العكيدي عبر قناة الجزيرة، أن الحملة جاءت “حرصًا على وحدة الأراضي السورية”، وأنها “ليست لمؤازرة الكتائب الكردية، وإنما لمؤازرة الفصائل الثورية التي تقاتل هناك إلى جانب الفصائل الكردية”.
ومن داخل كوباني قال العكيدي خلال اتصال مع قناة العربية أمس “نحن نجهز القوات لإرسالها، الآن أنا في عين العرب لتشكيل غرفة عمليات لقيادة كل القوات الموجودة في عين العرب”.
وبحسب العكيدي فإن “الفصائل المشاركة هي جيش الإسلام، جيش المجاهدين، جبهة ثوار سوريا، الفيلق الخامس، فيلق الشام، وحركة حزم”.
لكن فصائل في المعارضة رفضت الخطوة التي تحدث عنها العكيدي، في حين نفت فصائل أخرى مشاركتها في المعركة، إذ نقل مركز حلب الإعلامي عن نائب قائد جيش المجاهدين، صقر أبو قتيبة، نفيه إرسال أي مقاتلين من جيش المجاهدين إلى كوباني.
كما صرح قائد المجلس العسكري الثوري في مدينة حلب، العميد الركن زاهر الساكت، في بيان رسمي أن المجلس لن يرسل مقاتلين إلى عين العرب، مشيرًا إلى معارك عنيفة تشهدها حلب هذه الأيام، لكن جيش الإسلام أجّل التعليق الرسمي باسمه إلى اليوم الأحد “لأسباب أمنية”.
وحصلت عنب بلدي على تصريحات من مصادر عسكرية، تفيد بأن إعلان تحرك العكيدي جاء بطلب دولي مررته تركيا.
وتأتي تصريحات العكيدي بعد إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الجمعة أن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري وافق على عبور 1300 مقاتل من الجيش السوري الحر إلى مدينة كوباني.
وأضاف أردوغان في مؤتمر صحفي بطالين عاصمة أستونيا “تبلغت للتو أن عدد البشمركة (الذين أتوا من كردستان العراق وسيتوجهون إلى كوباني) تقلص إلى 150، وحزب الاتحاد الديموقراطي قبل المساعدة من 1300 من مقاتلي الجيش السوري الحر، وهم يجرون محادثات لاختيار الطريق الذي سيسلكونه”.
يذكر أن مسؤولين في القيادة المركزية للجيش الأمريكي حذروا يوم الخميس من أن كوباني “قد تسقط في نهاية الأمر في يد التنظيم الإرهابي”، رغم الضربات الجوية المتكررة من قبل التحالف الدولي التي تستهدف مقاتلي “الدولة” وتعزيزاتهم.