عنب بلدي – العدد 140 – الأحد 26/10/2014
سيطرت قوات الأسد على مدينة مورك الاستراتيجية في ريف حماة الشمالي يوم الخميس 23 تشرين الأول، بعد معارك عنيفة استمرت لأشهر، لتفتح بذلك الطريق نحو مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي.
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن قوات الأسد “أحكمت السيطرة على معظم أحياء مورك بريف حماة الشمالي، وقضت على أعداد كبيرة من الإرهابيين”.
وكان مصدر عسكري أكد لعنب بلدي انسحاب غرفة العمليات ظهر الخميس من المدينة، وسط تبادل اتهامات بترك الجبهات والانسحاب المفاجئ بشكل غير مدروس بين فصائل المعارضة.
ونشرت صفحة “قوات النمر” التي يقودها العقيد سهيل الحسن عبر موقع “الفيسبوك”، تسجيلًا مصورًا يظهر العقيد الحسن الملقب بـ “النمر”، برفقة عدد من ضباط الأسد أثناء جولة داخل مدينة
ولمدينة مورك أهمية استراتيجية كونها تقع على الطريق الواصل بين دمشق وحلب التي تسخدمه قوات الأسد لإيصال إمداداتها إلى المنطقة الشمالية، كما تفتح الطريق أمام الأسد نحو خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، وتعيد الاتصال لفك الحصار عن معسكري وادي الضيف والحامدية.
وأفاد مركز حماة الإعلامي في تصريحات لعنب بلدي، عن نيّة النظام متابعة تقدمه باتجاه قرية الصياد بعد سيطرته على تل الصياد، بهدف قطع طرق الإمداد في المنطقة، وسعيًا منه لمتابعة سيره نحو مدينة خان شيخون.
وأضاف المركز معتمدًا على تسريبات حصل عليها، أن قوات الأسد تهدف من خلال هذه التحركات للوصول إلى معسكري وادي الضيف والحامدية، وفق خطّة تهدف إلى فتح طريق حلب قبل نهاية هذا العام.
وفي سبيل ذلك سيحاول فتح معركة ريف إدلب الغربي وصولًا إلى جسر الشغور أيضًا، فيما سيتابع العقيد سهيل الحسن، الملقب بـ “النمر” قيادة تلك المعارك، إذ اتخذ من جبل زين العابدين في واجهة مدينة حماة الشمالية مقرًا جديدًا له، وفق تعبير المركز.
وأسفرت المعارك التي استمرت 9 أشهر على جبهات مورك، عن خسارة قوات الأسد قرابة 150 دبابة و57 مدرعة “BMP”، إضافة إلى 175 آلية عسكرية، بحسب إحصاءات للناشط الإعلامي ياسر الحراكي بالتعاون مع المكتب الإعلامي لـ “فيلق الشام”.
وأشارت الإحصاءات إلى تدمير 17 موقعًا عسكريًا، في حين قتل قرابة 1050 من قوات الأسد، و أسر أكثر من 74 عنصرًا آخرين.
بينما تعدّت الكلفة المادية المليارات، إذ تكلف كل غارة من الطيران الحربي، قرابة 100 ألف دولار، وقد نفذ الأسد في الـ 72 ساعة الأخيرة ما لا يقل عن 270 غارة في المنطقة.
وفي سياق متصل، أوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الطيران الحربي واصل غاراته، إذ شنّ يوم الجمعة “غارة على الأراضي الزراعية لبلدة كفرزيتا في ريف حماة الشمالي، وسط إلقاء الطيران المروحي براميل متفجرة عدة على أطراف البلدة، بينما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة أيضًا مناطق في بلدة اللطامنة وقرية لطمين”.
وحاولت قوات الأسد اقتحام مورك عدة مرات منذ تحريرها قبل 9 أشهر، لكنها جوبهت بمقاومة عنيفة من قبل فصائل المعارضة المقاتلة في المنطقة.
وكانت قوات المعارضة أعلنت بداية شباط الماضي تحرير المدينة، الأمر الذي مهّد لتحرير مدينة خان شيخون القريبة من مورك والواقعة في ريف إدلب الجنوبي.