أحمد الشامي
تتزامن الهجمة الدبلوماسية واﻹعلامية التي يقوم بها التحالف الأوبامي الخليجي على “اردوغان” مع فشل “تركيا” في الحصول على مقعد غير دائم في مجلس الأمن.
“تركيا” التي نالت وعودًا بالتصويت من قبل 160 دولة حصلت على ستين صوتًا فقط!
العارفون ببواطن اﻷمور في نيويورك يعزون الفشل التركي ٳلى جهود مكثفة قام بها “آل سعود” و”اوباما” وحلفائه ٳضافة لٳسرائيل وعصابة “السيسي” التي جالت على الدول اﻷفريقية لمنعها من التصويت لتركيا.
مبعوثو جزار “رابعة” لم يذهبوا للقاء الوفود اﻷفريقية والدول الصغرى بأيد خالية، بل رافقهم ممثلو “بيوت المال” الخليجية مع شيكات دسمة ﻹغراء المترددين. ليست “قطر” وحدها التي “تشتري” كأس العالم لكرة القدم… “آل سعود” وعربانهم “اشتروا” للتو مقعدًا ﻹسبانيا في هذا المجلس الذي يضم “المنتصرين” في حرب أوروبية وقعت قبل سبعين عامًا…
ذات التحالف الذي يلقي اﻷسلحة “لكوباني” ويدعم اﻷسد وٳيران هو الذي يواجه مداورة الشقيق التركي!
هكذا تصبح الصورة أوضح، نظام دولي جائر، أمريكي روسي صيني وٳسرائيلي لا يبالي بموت وتهجير ملايين السوريين السنة، يستخدم المملكة الوهابية وأذنابها وما شابههم لمواجهة الدولة الوحيدة التي تريد رحيل “اﻷسد”! هذا “النظام الدولي” ذاته يصرعلى فرض الانتداب الفارسي على سوريا، باسم “اﻷسد”، عبر قوات علوية وشيعية وحتى كردية غازية بأسلحة روسية وصينية، برضا ٳسرائيلي وغطاء “عربي”، بحجة مواجهة “داعش”!
هل هي مصادفة أن يتطابق أعداء “تركيا” وأعداء السوريين مع “التحالف الدولي لمواجهة داعش”؟ هل هذا التحالف موجه ضد “داعش” اﻹرهابية الهلامية والمحكومة بالفشل أم أن هدفه الحقيقي هو اﻹبقاء على الاحتلال اﻹيراني لسوريا وٳسقاط التجربة اﻹسلامية التركية الواعدة؟ هل”داعش” هي مجرد حجة وأداة لتوريط “تركيا” في حرب عبثية لا ناقة لها فيها ولا جمل؟
على عكس “ٳيران” الدولة الشيعية الثيوقراطية القائمة على “ولاية الفقيه” فلدى “تركيا” العمق الحضاري والجغرافي وكل مقومات الدولة العظمى التي تستحق مقعدًا دائمًا في مجلس “اللاأمن” لتمثيل مليار مسلم سني لا صوت ولا حامي لهم.
هل يكون هذا هو سبب عداء “النظام الدولي” و”اوباما” لتركيا؟
صحيح أن “داعش” شيطانية، لكنها مجرد نقطة في بحر “اوباما”…