الصحة النفسية… واقع وتحديات
عنب بلدي – العدد 140 – الأحد 26/10/2014
مع استمرار الصراع في سوريا، وازدياد الآثار النفسية الناجمة عن المعارك، بدأت المنظمات المحلية والدولية تولي اهتمامًا خاصًا بمعالجة تلك الآثار، وما خلفته من أمراض واضطرابات نفسية وسلوكية، والتي إذا لم يتم التنبه لها ومعالجتها بشكل عاجل، ستترك آثارًا بعيدة المدى على المجتمع السوري في الداخل وفي دول اللجوء.
في هذا الإطار، وفي اليوم العالمي للصحة النفسية، عقدت منظمة مستقبل سوريا الزاهر (المستقبل الزاهر للصحة النفسية في الأردن) مؤتمرًا تحت عنوان “الصحة النفسية في الأردن، واقع وتحديات”.
وحضر المؤتمر عددًا من الأطباء والأخصائيين النفسيين والمهتمين في مجال الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي؛ وقد افتتح المؤتمر بحسب رزان، أحد أعضاء الجمعية، بكلمة لرئيس الجمعية، الأخصائية النفسية مسعدة أبو محفوظ، تضمنت لمحة تعريفية عن الجمعية ونشأتها ومشاريعها.
كما ألقى الدكتور عامر غضبان، مدير أحد مشاريع المنظمة، كلمة تحدث فيها عن تجربة الجمعية في مجال تقديم العلاج والدعم النفسي للاجئين السوريين في الأردن، المتمثلة بالعيادة النفسية في كل من عمان وإربد، إذ تقدم برنامجًا علاجيًا متكاملًا مجانيًا ضمن فريق من الأطباء والمعالجين والمتطوعين، إضافة إلى أنشطة الدعم النفسي الاجتماعي في مخيم الزعتري التي تستهدف كافة الفئات العمرية، بالإضافة إلى برنامج مستقل لدعم الجرحى والمصابين.
وتخلل المؤتمر جلستين حواريتين، كانت الأولى بإشراف الدكتور صالح أبو جادو، أستاذ في علم النفس التربوي، وتناولت التحديات الأكاديمية والعلمية ودور الإعلام في مجال الصحة النفسية.
وتناول التحدي الأكاديمي د. يوسف أبو حميدان، عضو جمعية علم النفس الأمريكية APA، أما تحديات البحث العلمي فتحدث عنها الدكتور أمجد أبو جدي (أستاذ الإرشاد والتقييم النفسي في جامعة عمان الأهلية)،
أما دور الإعلام في محاربة الوصمة في مجال الصحة النفسية فتناولته د. خولة السعايدة، استشاري إرشاد أسري وزواجي.
وكانت الجلسة الثانية بإشراف الطبيب النفسي طارق حجاوي حول التحديات التي تواجه المنظمات والجهات العاملة في ميدان الصحة النفسية.
وضمن فعاليات المؤتمر عقدت ورشة عمل بعنوان (التكامل والتنافس في العلاج النفسي) حيث شارك فيها كلًا من الطبيب النفسي محمد أبو هلال (المدير العام للمنظمة)، والأخصائي والمعالج النفسي أحمد شيخاني
اختتم المؤتمر بكلمة ألقتها الأخصائية النفسية فايزة أبو جادو، المدير الإداري في الجمعية، ملخصةً أبرز التوصيات التي خرج بها المؤتمر.
ووجهت التوصيات بشكل خاص لطلاب علم النفس والمدرسين، كأهمية متابعة التعلم والاطلاع المعرفي، وأهمية التخصص والخبرة الميدانية في المراكز العلاجية والمشافي التخصصية، وضرورة إدخال الاستشارة السلوكية في مجال التعلم.
إضافة إلى تشجيع الطلاب على إجراء الدراسات والأبحاث والإحصاءات ضمن مراحل دراستهم.
في حين دارت التوصيات في مجال العمل المهني حول أهمية منح شهادة مزاولة المهنة قبل العمل الميداني، وتهيئة الخدمات النفسية المناسبة للمرضى ودمجها بالمشافي العامة، وزيادة الوعي بالمفاهيم والمصطلحات التخصصية لدى الكوادر العاملة في المجال النفسي وذلك من خلال دورات تأهيلية وبرامج دورية، وأخرى تتعلق بآلية التخلص من الوصمة المرتبطة بعلم النفس والصحة النفسية في المجتمع العربي.
يذكر أن منظمة مستقبل سوريا الزاهر بدأت عملها في الأردن بداية 2012، ضمن فريق تطوعي سوري من الأخصائيين والمهتمين في المجال النفسي وركزت في بداية عملها على زيارة اللاجئين السوريين وتقديم الدعم النفسي لهم، واستطاعت بعدها ترخيص عملها في الأردن باسم المستقبل الزاهر للصحة النفسية بمساعدة أخصائيين نفسيين أردنيين، ثم تطور العمل لتصبح منظمة مرخصة رسميًا في تركيا باسم مستقبل سوريا الزاهر وهي تقوم حاليًا بتنفيذ عدد من مشاريع الدعم النفسي الاجتماعي في الداخل السوري، إضافة إلى تأهيل كوادر متخصصة للعمل في هذا المجال.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :