قرآن من أجل الثّورة 140
عنب بلدي – العدد 140 – الأحد 26/10/2014
بشير كفاح – الحراك السّلمي السّوري
- منهج السماء
كثيرًا ما نسمع “لماذا لا يرأف الله لحالنا؟”، “لماذا لا يُنزل الله علينا رحمته؟”.
هناك قاعدة تقول: لا يمكن أن تطالب بالحصاد الجيد ما لم تحسن الزرع. القاعدة الإلهية واضحة وعامة وعادلة: ازرع خيرًا وأخلص النوايا واصدق بالقول والفعل وخذ بالأسباب، يكن لك من كرم ونصر وعطاء فوق ما تريد. أمّا إن أسأت الزرع فقد أخللت بالقاعدة من الأصل فلا تنتظر ما ينتج عنها والساحة ستكون لمن يمتلك عدة وعتادا أكثر. {ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُون} (سورة آل عمران، 55). الطهر الداخلي والأخلاق هما مفتاح النصر والتغيير وسبيل قطف ثمار منهج السماء النقي {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} (سورة محمد، 7).
- التفقّه الحقيقي
حين ننظر إلى إشكاليات الواقع فيما يخص المجتمع وعلاقته بالمستجدات من الحوادث سنجد أن الكثير من الحلول التي نحاول طرحها تصطدم تلقائيًا بجدار الدين الذي جاء أصلًا للقيام على مصالح الناس وصيانة حقوقهم. يعود ذلك إلى طريقة فهمنا الجامدة للنصوص، وتضييق أفق التفكير الديني والمرونة الواقعية فيه، بسبب خوفنا من المس بالتراث الديني الذي يتغير بتغير الزمان والمكان وأخذنا لظاهر النصوص تحت عنوان الورع وسد الذرائع.
نحن بحاجه حقيقية للتفقه في الدين كي نحوله لمنهج حياة معاصر صالح ومستقيم. وكما قال عليه الصلاة والسلام: من يُرد الله به خيرًا يفقهه في الدين. وقال الله تعالى {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا} (سورة البقرة، 269).
- قواعد ربّانية
{هَلْ جَزَاء الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ} (سورة الرحمن، 60). {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} (سورة محمد، 7). هاتان الآيتان قواعد ربانية واضحة تكفي لنسف نظرية المؤامرة وتبين أن الزرع الجيد ينتج ثمرًا طيبًا.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :