انسحب قياديو “وحدات حماية الشعب” (الكردية) من مدينة عفرين قبل دخول فصائل “الجيش الحر” المدعومة من تركيا والسيطرة على المدينة بشكل كامل.
وقال القيادي في “الفرقة التاسعة”، النقيب أنس حجي يحيى اليوم، الأحد 18 آذار، إن عناصر “الوحدات” انسحبوا من المدينة بشكل كامل بعد السيطرة على مداخلها الثلاثة أمس السبت.
وأضاف لعنب بلدي أنهم “لم يبدوا أي مقاومة، وتركوا أسلحتهم في شوارع المدينة”.
وسيطرت فصائل “الجيش الحر”، فجر اليوم، على كامل مدينة عفرين، بعد توغلها داخل مركز المدينة وتقدمها على حساب “الوحدات”.
وقال الناطق الرسمي باسم “الجيش الوطني”، محمد حمادين، لعنب بلدي، إن الفصائل دخلت مدينة عفرين من ثلاثة محاور، وتوغلت في عمق المدينة التي أصبحت محررة بالكامل.
وتأكيدًا على حديث القيادي في “الجيش الحر” ذكر الصحفي ابن مدينة عفرين، شيار خليل عبر “فيس بوك” أن مدينة عفرين فارغة من العسكر منذ مساء أمس.
وأشار إلى “حالة فوضى عارمة في المدينة بين المدنيين، إذ لغم حزب العمال الكردستاني أطرافها بالألغام، كما أن كل قيادات الحزب وكوادر قنديل انسحبوا من المدينة وزج فقط ببعض أبناء المدينة على أطرافها بحجة الدفاع عنها”.
ونزح آلاف المدنيين خلال الأيام الماضية نحو مناطق النظام، وتوجه آخرون إلى نقاط سيطرة “الجيش الحر”، وبحسب أرقام الأمم المتحدة فإن عدد النازحين وصل إلى 48 ألفًا.
وقال قائد “فرقة الحمزة” المنضوية في “الجيش الوطني”، سيف أبو بكر، إن “الوحدات” زرعت ألغامًا في الأبنية الأولى التي يقطنها المدنيين في عفرين، لمنع تقدم الفصائل.
وأوضح لعنب بلدي أن الألغام محرمة دوليًا، وتم نشرها على مداخل الأبنية وفي المناطق العامة، مشيرًا “سنجهز تقريرًا ونرفعه لمنظمة القانون الدولي الإنساني عن الممارسات التي اتبعتها الوحدات في المدينة”.
وبدأت تركيا عملية عسكرية تحت مسمى “غصن الزيتون” في 20 كانون الثاني الماضي، وسيطرت على مساحات واسعة من منطقة عفرين، بينما ترفض “الوحدات” تلك العملية وتعتبرها “عدوانًا”.
وذكر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، أمس السبت، أن “الوحدت” نادت عبر مكبرات الصوت في شوارع عفرين، وطالبت الأهالي بالخروج منها بشكل كامل.
ونشرت وسائل إعلام تركية تسجيلات مصورة من طائرات استطلاع أظهرت مقاتلين يقدمون على حرق السيارات الكبيرة في عفرين، وبعض الأبنية العامة.
وشهدت الخريطة العسكرية لمنطقة عفرين في الأيام الماضية متغيرات جذرية، فرضها التقدم السريع الذي حققته الفصائل، بتقطيع المنطقة إلى ثلاثة جيوب ومحاصرة مركز المنطقة، الذي دخلته في عملية استمرت ساعات فقط.
واتبع “الجيش الحر” خطة شابهت السيناريوهات العسكرية المطبقة من أطراف أخرى في سوريا، وطُبقت أخيرًا في الغوطة الشرقية، فالعمل العسكري بدأ على أكثر من محور، وصولًا إلى تقطيع المساحة الجغرافية، للسيطرة عليها بأقل التكاليف.