تهديدات تنذر بمعركة مرتقبة في الجنوب

  • 2018/03/18
  • 10:47 ص

مقاتل في الجيش الحر يقف وسط أنقاض المباني المدمرة في مدينة درعا (AFP)

عنب بلدي – درعا

يترقب الجنوب السوري خريطة نفوذ جديدة بين فصائل المعارضة وقوات الأسد، بمعارك انتقلت من التصريحات والتهديدات الإعلامية إلى الغارات الجوية.

الحديث عن التحول الجديد يأتي عقب التهديدات الروسية الصريحة لمحافظة درعا، في الأيام الماضية، بأن المعارك ستنتقل إليها بعد الغوطة، وظهرت أولى ملامح التصعيد بعودة الطيران الحربي إلى سماء المنطقة مجددًا بعد غياب لثمانية أشهر.

وقابل الأمر انتقال فصائل المعارضة إلى وضعية التجهيز على الأرض، والأهالي إلى حالة من الخوف والترقب، لتطرح التساؤلات عن مصير الهدنة التي تعيشها درعا، ووجهة نظر المدنيين حول مستقبل المنطقة.

خروقات لـ “تخفيف التوتر”

شهدت درعا مؤخرًا توقفًا تامًا للمعارك بين النظام والمعارضة، وغيابًا للطيران الحربي، بموجب اتفاق “تخفيف التوتر” الذي منح الأهالي والمنظمات الإنسانية في مناطق المعارضة فرصة لالتقاط الأنفاس، وإعادة الترميم، وتحريك عجلة الاقتصاد والتنمية من جديد.

بينما استغلت قوات الأسد هذه الفترة بالسيطرة على بيت جن في ريف دمشق الغربي، ونقل المعارك إلى الغوطة الشرقية.

وبالتزامن مع الهجوم على الغوطة اتهمت قوات الأسد فصائل المعارضة بالتجهيز لمعركة على مواقعها في درعا، لكن المعارضة حمّلت بدورها النظام مسؤولية خرق اتفاقية “تخفيف التوتر”، بعد سلسلة غارات شنتها الطائرات الحربية على مدن ريف درعا الشرقي، الأسبوع الماضي.

تخوّف يفرضه النزوح

العاملون في الهيئات الإنسانية في الجنوب السوري أبدوا مخاوفهم من نزوح عشرات الآلاف من الأهالي، خاصة وأن غارات الطيران الحربي استهدفت مدنًا وبلدات تكتظ بالسكان، كالحراك وبصر الحرير والغارية الغربية في ريف درعا الشرقي، وسط توقعات أن تتسبب رقعة المواجهات المتوقعة بموجات نزوح كبيرة.

وأعرب شادي المحاسنة، المسؤول الميداني في إحدى المنظمات الإغاثية، عن تخوفه من موجات نزوح أكبر، لافتًا إلى أن توجه النازحين نحو الحدود السورية- الأردنية قد يكون أحد الحلول المطروحة.

ومن وجهة نظره، فإن الحدود ستكون أكثر أمنًا وأقل تعرضًا للقصف، لكنها غير مجهزة بالمخيمات، مشيرًا “لا أظن أن السلطات الأردنية ستسمح بانتقال النازحين إلى داخل أراضيها وهي التي تعاني مشكلة في أعداد اللاجئين على أراضيها، ما ينذر بانتقال الأزمة إلى الجوار الأردني، وربما تتوسع لتلقي بظلالها على المشهد الإقليمي سياسيًا وأمنيًا”.

وأبدت هيئات خدمية وإنسانية تخوفها أيضًا على مستقبل المشاريع التي عملت عليها طوال الأشهر الماضية، لا سيما المتعلق منها بترميم المشافي والمرافق العامة ودعم قطاع الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية، ليدفع بعضها لإعادة النظر في عمل بعض المشاريع حاليًا وإيقاف أخرى بشكل مؤقت.

وبادر المجلس المحلي في قرية جمرين في ريف درعا إلى تفكيك منظومة الطاقة الشمسية التي أقامها لتوليد الكهرباء من أحد آبار المياه، خوفًا من تعرضها للقصف والتدمير، الخطوة التي قد تلحقه بها الكثير من المجالس المحلية والهيئات الخدمية، وهو ما يعني انتكاسة للمشاريع التنموية في المنطقة الجنوبية.

انقسام الأهالي

وتجاه ما يتداول من أحاديث عن عمليات عسكرية مقبلة، يقف الأهالي في حالة من الخوف والترقب على وقع مشاهد القتل والتدمير في الغوطة، وانقسمت آراؤهم بين الداعين لتجنب التصعيد والمنادين باستباق وصول المعارك إلى المحافظة.

سالم الحشيش أحد المزارعين في ريف درعا الغربي طالب فصائل المعارضة بالسعي لتأمين حماية إقليمية للمنطقة، قائلًا إنه “بعد التدخل الروسي والإيراني واستخدام الأرض المحروقة أصبحنا عاجزين عن مواجهة النظام عسكريًا، لذلك يجب الضغط على الدول الإقليمية للتدخل كما فعلت تركيا في شمال سوريا وحماية المدنيين من القتل والتدمير”.

وأضاف لعنب بلدي أن الأشهر الماضية أثبتت أن الدول الإقليمية قادرة على فرض الهدوء في المنطقة وإعادة الحياة لها، وتثبيت وقف إطلاق النار فيها.

وكرر أنس الزعبي أحد التجار في ريف درعا الشرقي الدعوات التي وجهت مرارًا للمعارضة بالتوحد، معتبرًا أن “التوحد بات ضرورة أكثر من أي وقت سابق، ولا بد من معركة واسعة في كل الجنوب لنصرة الغوطة، ومنع النظام من التفكير بالاقتراب من المنطقة أو مواجهتها عسكريًا”.

وقال لعنب بلدي إن أي خسائر بشرية ومادية قد تلحقها هذه المواجهة في المنطقة الجنوبية “شر لا بد منه، فإما أن نهاجم النظام وهو ضعيف أو ننتظره ليهاجمنا بكل قوته”.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا