محمد رشدي شربجي
يعاني الشعب السوري من تعدد القتلة وتنوعهم. في أسبوع واحد ارتكب التحالف الدولي (وهو تحالف من أكثر من 60 دولة معظمها ديمقراطي) مجزرة بحق سكان وأهالي دير الزور لضمان تقدم قوات سوريا الديمقراطية ضد داعش. وضد هؤلاء المتقدمين الصارخين اليوم من استهداف القوات التركية، ارتكب الطيران الحربي التركي مجرزة ضد مجموعة من النازحين لضمان تقدم قوات الجيش الحر ضد قوات قسد. وضد هؤلاء المتقدمين الصارخين اليوم من استهداف القوات الروسية يرتكب كل يوم الطيران الروسي مجازر لا تهدأ. بعد سبع سنوات… زاد القتلة واحدًا.
إنها حرب كونية يخوضها العالم ضد السوريين، ولو نظرنا لخريطة العالم ولوّنا كل دولة خاضت في دمائنا بالأحمر لأغرقنا هذا العالم، ويجب شكر وسائل التواصل الاجتماعي التي مكنتنا من مشاهدة التهجير مباشرة.
هذه الحرب يخوضها العالم بالسوريين ضد بعضهم بطبيعة الحال، والمظلوم في مكان، سرعان ما يتحول إلى ظالم، ظلمات بعضها فوق بعض.
لقد كانت حلب آخر معارك المعارضة السورية، وبسقوط قريب متوقع للغوطة الشرقية، واستكمال تركيا لنشر نقاط المراقبة الخاصة بها في إدلب بعد السيطرة على عفرين، تكون قد خرجت آخر بقعة محلية في دائرة الصراع عن سيطرة السوريين بحد أدنى على الأقل، وباتت كامل الجغرافيا السورية (نظامًا ومعارضة) واقعة تحت السيطرة العسكرية المباشرة لقوى إقليمية ودولية، حري القول إنه ليس فيها أي قوة عربية.
هل هناك ما يمكن إنقاذه بعد كل هذا؟ صعب جدًا، وأشك أن لدى أحد أفرادًا وجماعات ودول أي تصور لحل ممكن سياسي أو عسكري في سوريا. لقد تم خلال سبع سنوات من الثورة قضم مناطق المعارضة وإخراجها من معظم معاقلها المدنية، واليوم يتم قضم المناطق الكردية بتوافقات دولية تركية روسية بداية، ومن ثم تركية أمريكية.
لقد فشلت جميع المشاريع الفئوية، هذا التحالف العربي الكردي الذي زهد به الجميع واعتبروه على مدى سبع سنوات كماليًا وغير ذي فائدة بات ضرورة وجودية وأملنا الأخير.