اختراع العزلة لـ بول أوستر

  • 2018/03/18
  • 12:22 م

ينعى الشاعر الأمريكي بول أوستر والده من خلال كتاب “اختراع العزلة”، أو هذا ما يتبدى للقارئ أول الأمر، ليكتشف لاحقًا أنه تورط في رحلة بحث مضنية عن أب لم يكن حاضرًا بما فيه الكفاية في حياة أسرته.

يصف أوستر والده بالرجل غير المرئي، إذ لم يكن منيعًا فقط على أسرته، زوجته وأطفاله، بل حتى على الأصدقاء والجيران وزملاء العمل، وكل من عرفه في حياته.

لم يتمكن أحد من إثارة مشاعر الرجل غريب الأطوار، الذي يبدو منهمكًا في اختراع عالم معزول ليعيش فيه بعيدًا عن البشر، لدرجة أنه دمر زواجه في نهاية المطاف، وانفصل عن زوجته وابنه وابنته.

بعد وفاة الرجل الغريب يبدأ أوستر بالبحث عنه، يشعر كأنما فات الأوان على التواصل مع والده، لكنه يدرك فجأة أن هناك بعض التفاصيل التي يمكنه الخوض فيها قبل أن تختفي إلى الأبد، آخذة معها ذكرى والده.

يحاول أوستر أن يفهم السبب الذي دفع بوالده ليكون هذا الشخص، القاسي والبخيل والعنيد وعديم المشاعر، وبكثير من الندم يذم والده على الملأ، حتى تقع يده على قصة مدفونة من أيام طفولته، تتعلق بوفاة جده، والتي لا يعلم أي أحد من الأحفاد أحداثها الحقيقية، لتتبدى الأسس التي قامت عليها شخصية هذا الأب، الذي كان طفلًا صغيرًا حين وقعت الحادثة.

وعوض أن يتقدم الابن في بحثه عن والده، نراه يراوغ ويماطل ويعترف بفعلته دومًا، إذ إنه اكتشف فجأة أن الكتاب هو آخر صلة وصل بينه وبين والده الذي لم يفهمه، وأنه بمجرد انتهائه من كتابته سيختفي والده إلى الأبد.

مقالات متعلقة

كتب

المزيد من كتب