تدور أحداث فيلم “The Death of Stalin” (وفاة ستالين)، حول المؤامرات التي شهدتها دهاليز أروقة السلطة في الاتحاد السوفييتي بعد موت الديكتاتور جوزيف ستالين.
لكن الطريقة التي عمد بها مخرج العمل أرماندو لانوتشي، ومؤلفاه فابيان نوري ويان مارتين، إلى عرض هذه الأحداث لم تكن وثائقية أو درامية، إنما كوميدية بشكل مفرط.
واستغل القائمون على العمل الجو السياسي الذي فرضته شخصية ستالين على البلاد خلال فترة حكمه، لصناعة العديد من المواقف الكوميدية الموفقة، إذ أوصل هذا الرجل سكان الاتحاد السوفييتي إلى درجة الرعب من التفكير بينهم وبين أنفسهم بشكل مسيء للقائد.
ومن هذا التعارض بين ما يضطر الآخرون إلى التظاهر به أمام الناس، وبين ما يعتمل في نفوسهم، نشأت الكوميديا في فيلم “وفاة وستالين”.
ولفترة متقدمة بعد وفاة الديكتاتور يدب الرعب في قلوب حاشيته ورجال السلطة المقربين منه، لدرجة أنهم لا يجرؤون على لفظ كلمة “موت”، خشية العقاب، ولا يجدون طبيبًا ماهرًا لتشخيص حالة الوفاة، فستالين سبق له وأن أعدم جميع الأطباء الماهرين، وزاد رعبهم أن الزعيم في حال استيقاظه سيعاقبهم كونهم جلبوا له طبيبًا عاديًا.
وبنفس الوقت المشحون بالرعب، يعمل كل فرد من هؤلاء الرجال على سحب بساط السلطة من منافسه، لكن بحذر شديد، إذ إنهم ليسوا مقتنعين تمامًا من إمكانية موت ديكتاتور مثل ستالين، الذي أعدم ملايين البشر، وعذب واضطهد ملايين آخرين، واشتهر بقوائم يجري تحديثها دومًا، تضم أسماء الشخصيات التي سيتم التخلص منها، من ضمنهم فنانون وأدباء، بل ورجال سلطة مقربين منه للغاية.
الفيلم اعتمد على أحداث تاريخية حقيقية، لكنه قدمها بصورة هزلية مبالغ فيها، وبالرغم من نشاط أحداثه وحيويتها التي تعطي انطباعًا بأنه فيلم شبابي، كان أبطاله من الجيل الكبير في السينما أمثال ستيف بوشيمي، وجيفري تامبور، وسيمون روسل بيل.