يصادف اليوم الذكرى 126 لمولد السيد درويش، أحد أبرز الفنانين المصريين والعرب في القرن العشرين، والذي قدم ألحان حافظت على شعبيتها بعد مرور قرابة قرن على تأليفها.
لم يتلقى السيد درويش تعليمًا مدرسيًا أو أكاديميًا رسميًا، وتلقى مهارات الكتابة والقراءة في الكتاتيب، والتحق بالمعهد الديني في الاسكندرية عام 1905، وشُغِفَ بالموسيقى منذ صغره.
وفاة والده اضطرته للعمل في البناء لإعالة أسرته، لكنه استفاد من تجربة شخصية وجيزة، غنّى خلالها ألحان للشيخين سلامة حجازي وحسن الأزهري.
حاز السيد درويش على فرصة للسفر إلى دمشق مرتين، الأولى عام 1908 والثانية عام 1912، حيث تعلم العزف على العود وكتابة النوتة الموسيقية.
ولم ينته العام 1914 حتى دعاه الشيخ سلامة حجازي، الذي لطالما غنى له في صغره، للغناء مع فرقته المسرحية في القاهرة، لكن تجربته لم تكن ناجحة.
عمل السيد درويش على نفسه خلال ثلاثة أعوام بعد هذه الصدمة، ليخطف أنظار الجمهور في القاهرة، ويلمع اسمه في الوسط الموسيقي المصري.
وكونه عاش حياة صعبة فقد قدم أغاني تحاكي هموم الفقراء والعمال، وساند الثورة المصرية ضد الإنكليز عام 1919 بأغانيه الوطنية، وألف النشيد الوطني المصري “بلادي بلادي لكِ حبي وفؤادي”.
وبالإضافة لأغانيه الوطنية والاجتماعية الناجحة، لحن السيد درويش 10 أوبرات، و10 أدوار، و12 موشحًا.
يشاع أن السيد درويش كان مدمن مخدرات وكحول، وأن جرعة زائدة أودت بحياته غزيرة الإنتاج، والتي أنهت مسيرته عن عمر 31 عامًا.
إلا أن صحيفة “الأهرام” المصرية أثارت القضية من جديد العام الماضي، واستندت إلى شهادات مقربين منه، يعتقدون أنه مات مسمومًا من قبل عائلة متعاونة مع الاستعمار الإنكليزي، لكن الأمر بقي طي الكتمان في تلك الفترة بضغط من السلطات، لمنع تأجيج الثورة.